الكاتب: تيسير العميري
فوجئ القطاع الرياضي كغيره من القطاعات الاقتصادية والخدماتية وغيرها، أول من أمس، بقرار الحكومة فرض حظر تجول شامل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع حتى إشعار آخر، في محاولة لتسطيح المنحى الوبائي وإيقاف العدد المتسارع من الاصابات بفيروس كورونا في مختلف محافظات المملكة، ما يعني عدم القدرة على إقامة المباريات دون جمهور في اليومين المذكورين، وبالتالي خلط الاوراق وبعثرة خطط اتحاد كرة القدم في مواصلة دوري المحترفين وبطولات أخرى، وكذلك خطط اتحاد كرة السلة في إطلاق بطولاته.
شهدت الحركة الرياضية في الاسابيع القليلة الماضية ارتفاعا ملموسا في عدد الاصابات بين الرياضيين، سواء من ملاكمين أو لاعبي كرة قدم وغيرهم، بل أن الأيام القليلة الماضية شهدت ما يقارب 50 إصابة بين لاعبي ومدربي وإداريي فرق الوحدات وسحاب والأهلي وأخيرا وليس آخرا شباب الأردن، ما فرض تأجيل مباريات الفرق الأربعة من دوري المحترفين.
من المؤكد أن ارتفاع عدد الاصابات والوفيات بين المواطنين في المرحلة الحالية، التي يطلق عليها الموجة الثانية من المرض او الانتشار المجتمعي، آثار الخوف والقلق في نفوس الغالبية العظمى من المواطنين، الذين اختلفت نظرتهم للوباء وباتوا أكثر جدية في التعامل معه من مختلف الأوجه، بدءا من الايمان بوجود هذا الوباء وليس اعتباره «كذبة» او «مؤامرة»، وانتهاء بارتداء الكمامة والقفازات واستخدام المعقمات التي تقلل من حدوث الاصابة.
هذا الشعور بالخوف يجعل المواطنين يتقبلون فكرة الحظر الجزئي وعزل المناطق الموبوءة، طالما أن ذلك سيحد من تسارع انتشار المرض، وسيحمي أرواحا كثيرة ولا يؤدي إلى تحميل النظام الصحي ما يفوق طاقته او يؤدي الى انهياره لا سمح الله.
من هنا فإن تأخير انطلاق البطولات وتأجيل المباريات يهدف في المقام الأول إلى حماية الرياضيين بمختلف مسمياتهم، وإذا ما وجدت الظروف المناسبة لإقامة تلك النشاطات الرياضية، التي تضمن عدم حدوث إصابات كثيرة بالفيروس، فلا بأس من الاستمرار في النشاط الرياضي وتوزيعه على مدار الأيام الخمسة الأخرى من كل إسبوع، والتي تسير الحياة فيها بصورة طبيعية، باستثناء المناطق التي يتم عزلها سواء في العاصمة او المدن الأخرى.
واذا كان في التأجيل او حتى الإلغاء لمباريات ومسابقات رياضية ضرورة تحمي أرواح البشر في ظل الوضع الصحي الراهن والصعب، فيجب أن يقف الجميع خلف هذا القرار لأن صحة الانسان وحياته تسمو فوق كل اعتبار، ومن هنا فإن تعليق مباريات دوري المحترفين يبدو ضرورة للغاية في ظل تواصل اكتشاف حالات الاصابة بين فرق الدوري.