انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المعاقلة يكتب: الأغوار الجنوبية سلة الغذاء وملح البلاد

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/11 الساعة 12:26
حجم الخط

بقلم: اسامة احمد المعاقلة

من ارض الحشد والرباط على امتداد ربوع هذا الوطن في ارض الكرامة والأغوار على محاورها والبطولات التاريخيه الشاهدة والخالدة بدماء الشهداء الزكية الذين دافعوا ببسالة عن الأرض والعرض مع فرسان ابناء الوطن وعطروا بلسم ذكراها إلى يومنا هذا.

وفي ظل ما نشهده اليوم من تفشي جائحة كورونا المنتشرة في بعض محافظات المملكة وذروتها للمرحلة الثانية ومصاب الأغوار فيما يواجهونه من خطر هذه الأزمة وعزل منطقة غور الصافي ومعاناة المواطنين قد خرجت علينا الألسن الحاقدة والمريضة المتنمرة والتي قد نوصفها بأشد خطرا من هذا الوباء والتي لا تؤمن بالقدر خيره وشره عن معنى الموت والمرض والمصائب والابتلاءات وهذا السبب هو قلة الإيمان والبعد عن الدين في حجم الأستهتار والسخرية والشماتة التي تعرا لها ابناء الأغوار وشاهدوها من خلال منصات التواصل الاجتماعي عند اول اصابة منذ اعلانها في الأغوار الجنوبية - غور الصافي.

ما ألحق ضرراً بالمواطنين وخدش مشاعرهم من خلال ردود افعال هجومية لا مبرر لها بالسجالات الفيسبوكية التي اصبحت اليوم دعوه للاقليمية والعنصرية النتنه التي نهى عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا هو الحال في تكرار المشهد فيما نعول عليهم بأنهم جهال على فئه المتعلمين من الذين يحملون رسالات العلم من ابناء محافظتنا الحبيبة اخوة واخوات واننا نعتبر أنفسنا نعيش معهم اسرة واحدة طول الزمن كالجسد الواحد ونتقاسم معهم الملح والزاد ولكن كلنا عتب على من اساء ومن اساء لا يمثل ابناء محافظتنا جميعهم ونحن في هذا الوطن كلنا مكملين لبعض ولا فرق بيننا إلا بالعمل الصالح وليعلم القاصي والداني بأن لواء الأغوار الجنوبية هو جزء لا يتجزء من كرك المجد والتاريخ وهو سلة غذاء الوطن كباقي الوية الأغوار الأخرى التي تعطي ثمرها كل حين بأمر ربها في رفد اقتصاد الوطن والمساهمة في استمرارية انجازاته.

ولقد خاطب جلالة الملك حفظه الله خطاب الأب لأبنائه في المرحلة الأولى لجائحة كورونا "بأن الأردني سند لأخيه الأردني بالمواقف"، مستشهدا بحديث جده المصطفى بأن المؤمن للمؤمن يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص، وفي حديث مولاي الملك في احد خطاباته لأبناء شعبه الوفي بأن الأردنيين سواء لا فرق بينهم او تفاوت على أختلاف العشائر والعوائل.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا فرق بين عربي أو اعجمي إلا بالتقوى". فأين نحن من هذه الرسائل. ولكن للأسف كل الأسف بعض صغار العقول لا يفقهون الحديث مما خرجت علينا اليوم فئه من قصيري النظر حاقده تتشمت بمصائبنا ولم نسلم من بعض هذه الفئه التي تعيش بيننا الذين نكن لهم كل الود والاحترام. وهذه هي حقيقة يعيشها أبناء الأغوار وهم يدفعون ثمن طيبتهم التي قوبلت بالاساءة والنكران وما زلنا مؤمنين بقول الله تعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) صدق الله العظيم .حيث أن الكل يعلم بأن ابناء الأغوار يترفعون عن رد الإساءة بالإساءه لأنهم عرفوا قيمة الجاهل فتجاهلوه وهذا دأبهم وشيمتهم الكرم والجود والعرفان للآخرين ويردون المعروف لأهله بدل الصاع صاعين وحالهم حال أبناء الوطن الكرماء وهذا الخطى على نهج الآباء والأجداد بأننا بلد الخير والعطاء.

ولم يكن أبناء الأغوار الجنوبية حملا ثقيلا على أحد مع أبناء عمومتهم في الكرك بل حمل خفيف في نقاء معدنهم وبياض قلوبهم الطاهر بالرغم من جباههم السمراء والقمحاويه بعيده كل البعد عن النظرة السوداوية والدونية لمن تعامل معهم ويتجرعون عن رد الاساءة لأكثر من مره على سابق مواقفهم ايا كانت ليس ضعفا أو خوفا ولكن خاطرا لحق الجيرة والعشم وهذا هو طبع الأجاويد في لوائنا الحبيب.

وما زالت الأغوار توقد شموع الأمل في الهدف المنشود والمضي للمستقبل في وعدهم الذين اخذوه على عاتقهم وفخرهم الأول الممتد بالسخاء والعرفان بالجميل وكرم الضيافة وفخرهم الكبير على الدرب بنجاح مسيرتهم وسلاحهم العلم والمعرفة من حملة الشهادات في جميع المجالات ومنهم الدكتور الأكاديمي في مختلف الجامعات والأطباء في مختلف الصروح الطبية في هذا الوطن العزيز والمهندسين في شتى المجالات والمحامين النظاميين والشرعيين والقضاه والمهنيين في مختلف التخصصات والأساتذه الذين يسطرون معنى أنبل القيم والمبادئ في رسالتهم العلمية وذلك غيض من فيض لا نزاود بها على أحد وهذا هو أكبر إنجاز في التفوق والتقدم الذي يمضي عليه سواعد المستقبل من أبناء الأغوار.

وسيبقى لواء الأغوار الجنوبية بلد الخير المعطاء المضياف مهما تنكر لهم الحاقدون وبيوتهم مشرعة مفتوحة الأبواب لمن نصاهم في جود كرمهم ونخوتهم وشهامتهم للقاصدين في ترحالهم من شتى الشمال والجنوب وانحاء المملكة على ملفاهم في وضح النهار وآخر الليل برحابة صدورهم وشعارهم الأصيل ما بنزيد الملح إلا املاح وسنبقى مرفوعين الهامة مفتخرين بغورانيتنا نسقي الأرض والزرع التي هي مصدر فخرنا ونقطة التحول التي يواكب بها ابناؤهم المستقبل وهذا دأب أبناء الأغوار على الدوام الذين لا يقبلون الظلم والضيم في ظل راعي المسيرة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه..

وحفظ الله الوطن والكرك ولواء الأغوار الجنوبية من شر هذا الوباء

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/11 الساعة 12:26