انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: الالتزام .. ثم الالتزام وليس الاستسلام للوباء

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/10 الساعة 00:40
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة

نعود مرة اخرى للحديث عن متلازمة الوعي والالتزام، ونحن امام حالة تصاعدية غير مسبوقة من اجتياح وباء الكورونا للوطن، شمالا وجنوبا ووسطا، فلم يعد هذا الوباء يستثني محافظة، ولم يعد يكترث بالحالة الجوية او المناخية، وقوته لا تتراجع صيفا او شتاء، ولا يهتم بالعمر او الحالة الصحية للفريسة التي ينقض عليها، وقد اثبت الفيروس انه في حالة تطور عنيفة مستمرة، يزداد شراسة يوما بعد يوم، وينتقي بعناية الاجهزة الرئيسية والفعالة في الجسم ليهاجمها، مثل الرئتين والقلب والكلى، حتى يتأكد من التدمير الكامل، او الحاق اكبر قدر من الاذى..

النجاحات التي تحققت في بدايات المواجهة مع الوباء والتصدي له،اوجدت بيئة مريحة لدى المواطنين، الذين ما لبثوا ان ارتفعت ثقتهم بحتمية القضاء على الوباء،محليا وعالميا،والانتصار عليه قبل نهاية العام الحالي، واصبح هناك فجوة بين الوعي والالتزام، حتى ثبت الوعي وتراجع الالتزام، وازدادت مساحة التشكيك بكل ما يتعلق بالوباء، الى حد عدم القناعة الكاملة بوجوده وتأثيره على الصحة العامة.

اذا كان هناك ضرورة لحملات من اي نوع، فان التوجه يجب ان يتركز على الحملات التوعوية والتشجيع على الالتزام بجميع الاجراءات الوقائية والاحترازية التي تضمن الحد الادنى من الحماية الذاتية والسلامة العامة، والحملات يجب تكون موجهة نحو ضرورة الالتزام بتنفيذ وتطبيق اجراءات السلامة الخاصة والعامة، والاستماع الى توجيهات وتعليمات المختصين وتنفيذها، وليس القيام بحملات تطالب باقالة الوزير الفلاني والوزير العلاني، وعلى كل فرد ان يقوم بواجبه تجاه نفسه واسرته ومجتمعه ويلتزم، قبل ان يلقي باللوم على غيره..

كيف نفسر مشاركة نحو الف مواطن بعرس،ومئات المواطنين يشاركون في بيت عزاء، والعشرات يشاركون في مأدبة غداء او عشاء، دون اتخاذ اية اجراءات وقائية واحتياطات احترازية للوقاية والحماية من الوباء، من يتحمل مسؤولية هذه التصرفات والتجاوزات.

يجب ان نعترف بعدم جديتنا في التعامل مع هذا الوباء والتصدي له، ومعارضة المعلومات الخاصة به والتشكيك بها، ولا بد من ان نحسب له الف حساب، وان ننظر له على انه عدو مفترس لا يتردد في مهاجمة اي شخص مهما كان جنسه او عمره او حجمه او وضعه الصحي او الاجتماعي، والا فان، غياب الالتزام يعني الاستهتار واللامبالاة والحاق الاذى بالذات وبالاخرين، والتسبب بالانتحار او قتل الغير.

علينا جميعا ان لا نسمح بالوصول الى مناعة "القطيع"، لان ذلك يعني ببساطة، كل واحد يدبر راسه، وهذا معناه التحلل من المسؤولية الفردية والاسرية والمجتمعية والوطنية، اذن، كيف سيكون حال الناس والبلد اذا حدث ذلك لا سمح الله..

لا ينفع الوعي ولا فائدة منه من غير التزام الجميع بالتباعد الجسدي وعدم التجمع، وتنفيذ كل اجراءات السلامة والوقاية والحماية من هذا الوباء الذي يزداد عنفا وشراسة وفتكا وتطورا، فهو على درجة من الخطورة تكفي لتهديد ارواح مئات الآلآف من المواطنين اذا سمحنا له بالانتشار والتمدد والتنقل من محافظة الى اخرى ومن مدينة الى اخرى وبين القرى والمخيمات.

من غير المنطق ان تكون ردة الفعل ضد بعضنا البعض ونتجاهل الوباء، فهذا يعني الاستسلام والهزيمة في معركتنا الجماعية ضد هذا الوباء اللعين..انها متلازمة الوعي والالتزام .. الضامنة الرئيسة للقضاء عليه بأقل الخسائر.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/10 الساعة 00:40