أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات الموقف شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوزير السابق طالب الرفاعي يكتب: علي غندور

مدار الساعة,مقالات,كورونا,الجمعية العلمية الملكية,الخدمات الطبية الملكية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب: الوزير السابق طالب الرفاعي

تلقيت في الاسبوع الماضي مكالمة هاتفية من خالي سمير رفعت والذي يقطن حاليا في بيروت يعلمني فيها بانه زار منزل عزاء الاخ الكبير علي غندور (ابو فادي) وانه قابل هناك ابنه فادي ولم اكن اعلم بوفاة الفقيد ابو فادي الا في الليلة التي سبقت ذلك فخطر لي ان اهاتف الصديق فادي وهكذا كان.

في تلك المكالمة الحميمة والتي اعادتني عشرات السنين الي الايام التي كنا نقطن مع والدي رحمه الله في الطابق الثاني من منزل متواضع في جبل الحسين يملكه السيد فؤاد قبطي والذي كان يقطن في الطابق الارضي. وفي يوم من الايام صحونا لنجد قاطنا جديدا في الطابق الارضي، وقد كان القاطن الجديد هو ابو فادي وعائلته. وتذكرنا معا في تلك المكالمة الايام الجميلة التي جمعتنا في عمان الحبيبة.

ابو فادي لبناني، سوري، قومي جاء الى الاردن مستجيرا فاستقبله الحسين رحمة الله عليه واعجب بشخصيته وبعلمه فاوكل اليه مهمة كانت في باله منذ زمن وهي تاسيس شركة طيران وطنية ذات صيت وسمعة عالمية. وهكذا كان فمضى ابو فادي وقد فهم تماما هدف الحسين وشمر عن اكمامه وواصل الليل بالنهار لتخرج " عالية " الملكية الاردنية وتعلن نفسها للعالم كشركة لها مكانها في العالم. كان ذلك في زمان لم تكن فيه " امارات " او " اتحاد" او " قطرية " كان حلما كبيرا اكبر من حجم الاردن واصبح الحلم حقيقة.

لم يهتم الحسين من اين جاء ابو فادي او لماذا جاء، فهذا الاردن وطن الجميع وقد كانت قصة علي غندور تشبه الى حد كبير قصتين شبيهتين الاولى بطلها محمد كمال، الفلسطيني الاردني العربي، وهي قصة التلفزيون الاردني والثانية بطلها ابن الكرك البار عبد السلام المجالي. وهي قصة الجامعة الاردنية والجمعية العلمية الملكية وقبل ذلك الخدمات الطبية الملكية. كل هذه الافكار خطرت ببالي وانا اتحدث الى فادي في بيروت، فما الذي يجمع علي غندور ومحمد كمال وعبد السلام المجالي

الثلاثة اوكلت اليهم مهمات كبيرة وكانوا على قدر الحمل. بنوا مؤسسات كبيرة وهامة وابدعوا في عملهم، الملكية الاردنية كانت اهم ناقل شرق اوسطي في الستينات والسبعينات والثمانينات ورفعت علم واسم الاردن عاليا في زمان لم تكن فيه اية دولة في المنطقة قادرة على ذلك. والتلفزيون الاردني كان من اول التلفزيونات الملونة في المنطقة وكان مميزا ومدعاة فخر لنا جميعا، اما الجامعة الاردنية وقد كان لي شرف العمل فيها في السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي وشقيقتها الجمعية العلمية الملكية فكانت تضاهي الجامعة الامريكية في بيروت ان لم تكن افضل وقبل ذلك بالطبع اسس الدكتور المجالي اطال الله في عمره الخدمات الطبية الملكية والتي كانت مفخرة لنا جميعا كلها اسست لمقولة الحسين رحمه الله " الانسان اغلى ما نملك "..

هؤلاء الثلاثة شخصيات يجب علينا ان نفخر بهم كثيرا لانهم اسسوا وبنوا مؤسسات بقيت ولفترة طويلة تخدم جيلنا،و ينظر جيلنا الى هذه المؤسسات اليوم فيراها في حالة اقل ما يقال فيها انها " عادية "

في هذا اليوم بي حسرة، ونحن هنا نودع اللبناني السوري الاردني الاصيل على غندور، لان الاردن مدين لعلي غندور كما هو مدين لمحمد كمال الاردني الفلسطيني الاصيل بالكثير ونحن ايضا مدينون لصاحب الفضل الكبير الدكتور عبد السلام المجالي اطال الله في عمره بالكثير الكثير.وربما ما زاد هذا الشعور بالحسرة لدي ان حدث رحيل شخصية مثل علي غندور ربما لم يحضى بالقدر الدي كنت اتوقعه من الاهتمام الاعلامي. ربما للكورونا يد في الامر، لا ادري، فبالنسبة الى جيلنا الذي عرف ابو فادي وعرف انجاز انه فهذا شعور طبيعي.

رحم الله علي غندور ومحمد كمال واطال الله في عمر ابو سامر

مدار الساعة ـ