مدار الساعة - وقعت وزارة المياه والري، والمركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، اليوم الاربعاء، اتفاقية تنفيذ البرنامج الوطني لرسم خرائط الفيضانات.
وذكر بيان للوزارة ، أن وزير المياه والري المهندس رائد ابو السعود اشار الى أن تنفيذ الاتفاقية سيكون من خلال الوزارة لإسناد وتعميق اوجه التعاون مع مهام إدارة الازمات، بما في ذلك نظام الانذار المبكر وخطط الاخلاء بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، ومن خلال برنامج التعاون الدولي السويسري بقيمة نحو 3 ملايين دولار.
واشار الوزير الى أن الاتفاقية تأتي في اطار الجهود الحكومية الرامية لمواجهة اخطار الفيضانات والتخفيف من اثار السيول التي تشهدها المملكة بين الحين والاخر خلال مواسم الشتاء والهطولات المطرية الغزيرة. وأضاف إن الاردن تأثر خلال السنوات الماضية بآثار ومخاطر الفيضانات التي ادت خلال العقود الثلاثة الماضية الى وقوع 120 وفاة، وأثرت على آلاف الاشخاص بطريقة سلبية وتسببت بخسائر اقتصادية جسيمة، ما دفع في الاسراع بتنفيذ مثل هذه البرامج للحد من مخاطر الكوارث.
وبين أهمية هذا البرنامج من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، للوقوف على كافة المخاطر وتحديدها وتحليلها ووضع الحلول والتدابير الواجب اتخاذها من قبل كافة الجهات والمؤسسات الوطنية والقيام بالتخطيط المكاني وتقسيم المناطق والتدابير الهيكلية وغير الهيكلية، بما في ذلك نظام الانذار المبكر وخطط الاخلاء القائمة على النظم الايكولوجية، وتطوير ادوات ووسائل الوقاية من المخاطر من خلال انشاء برنامج وطني اردني لرسم خرائط الفيضانات وتحديد كافة الاجراءات الواجب اتخاذها مسبقا ضمن اطار الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث.
من جهته، بين مدير ادارة الازمات والسيطرة في وزارة المياه المهندس ابراهيم عبادة، أنه وفقا للبيانات المتاحة فان خسائر الفيضانات والسيول من اكثر الكوارث الطبيعية تكرارا وبنسبة بلغت 56 بالمئة، خلال الاعوام 1990-2014، مشيرا الى انه وقعت في عام 2018 عدة فيضانات وسيول مفاجئة، اولها في 25 تشرين الأول بالقرب من البحر الميت، وادى الى فقدان 21 شخصا، وفي 9 تشرين الثاني تسببت الفيضانات بإجلاء نحو 4 الاف زائر من مدينة البتراء، وفي وقت لاحق من نفس اليوم لقي 13 شخصا حتفهم بالقرب من عمان نتيجة السيول والفيضانات، وعليه فقد سارعت الحكومة الى اتخاذ خطوات عملية فورية واطلاق الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث.
وقال عبادة، إنه في ظل نقص المعلومات حول المخاطر المتاحة لصانع القرار جاء هذا البرنامج لتوفير المعلومات والبيانات الهامة الضرورية وبناء منهج متكامل لإدارة مخاطر الكوارث، لتجنب اية مخاطر جديدة من خلال تطبيق سياسات واستراتيجيات للحد من اخطارها والمساهمة في تعزيز القدرة على الصمود والحد من الخسائر المترتبة على تلك الكوارث .
ولفت الى انه سيتم ادماج جميع الاجراءات المطبقة، والاخذ بعين الاعتبار جميع الاخطار الطبيعية والشروط المتعلقة والخيارات العملية والتدابير الواجب اتخاذها، والتطورات المستقبلية وجوانب الاستدامة وكافة الجهات المعنية والمسؤولة والمتأثرة بشكل مباشر من خلال بناء القدرات المؤسسية وتوفير المعلومات الدقيقة ومعرفة التدفقات في مجاري الاودية والسيول ومناسيب السهول الفيضانية ومراوح الطمي وتوفير خرائط تبين مكامن الخطر والاليات للحد من المخاطر والانذار المبكر.