كتب: الدكتور عبدالرحمن المعاني *
ولكن ما هي الموجة الثانية؟
يحدث الوباء نتيجه انتشار مسببات الأمراض الجديدة مثل انتشار فيروس كورونا المستجد حيث غالبية البشر لا تتمتع بحماية ضدها وهذا يسمح لها أن تتفشى عالمياً.
ومن المعروف أنه عندما ينتشر فيروس جديد في العالم يعود ويتراجع وبعد بضعة أشهر يعود وينتشر مجددا وهذا ما يمكن تسميته بالموجة الثانية، وكون الاصابة بفيروس كورونا المستجد لا تكون أجسام مضادة تحميهم من عدوة ثانيه مما يجعل الموجة أكثر فتكاً من الأولى.
ومن ناحية نظرية يمكن أن تنتهي الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا أكبر من الأولى من حيث عدد الإصابات لأن الكثير من الناس لا يزالون عرضة للإصابة كما أن الذين تعافوا من الإصابة قد يصابون بالفيروس مجدداً ما قد يزيد من قوه الموجة الثانية المتوقع حدوثها في فصلي الخريف والشتاء مع بدء تراجع درجات الحرارة مما يسهل انتشار الفيروسات وقد يزيد من أعراضها ومضاعفاتها؛
ومن المنطقي ان تزداد رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد وارتفاع الاصابات المحلية بالتزامن مع رفع الإجراءات وزياده الاختلاط بين الناس؛ وفتح المدارس؛ وإعاده تشغيل المطارات؛ وقريبا بدء الدراسة في الجامعات؛ بالاضافة إلى عدم جديه والتهاون من قبل المواطنين في تطبيق وسائل الوقايه الشخصيه الوبائيه وعدم دراسه نتائج القرارات الاداريه والفنيه والوقائية قبل اتخاذها والتي تساعد على تجمهر وازدحام المواطنين؛ علاوه على اتخاذ قرار الحظر الشامل في بعض المحافظات مثل العاصمه والزرقاء التي يوجد فيها بؤر وبائيه كثيره مما يؤدي إلى خروج المواطنين الي محافظات أخرى شماليه او جنوبيه لا يوجد فيها حظر مما يؤدي إلى نقل العدوى الاصابه بالفيروس الي مناطق كثيره وفي جميع أنحاء المملكة.
ومن هنا يوجد حاجه ملحه إلى الاتجاه لرفع قيود الحركه والإجراءات الوقائيه على مراحل؛ ولابقاء الاصابة بالعدوى منخفضة يتطلب توسيع نطاق الفحوصات العشوائية حول البؤر الوبائية تتبع المخالطين للمصابين بكورونا بطريقه مختلفه عن المعمول بها الان؛ من حيث سرعه الوصول إليهم وسرعه قراءت نتائج الفحوصات المخبريه التي تجريها فرق الاستقصاء الوبائي حيث يوجد بطئ حاليا في إعلان النتائج.
اما بخصوص قوه وشده الموجه الثانيه من العدوى بفيروس كورونا فهذا يعتمد على ارتفاع إعداد المخالطين للاصابات السابقه وفي أماكن مختلفه للبؤر السابقه الموجوده في مواقع مختلفة من المملكة.
أما بخصوص الفيروس الموجود في الموجه الثانيه فهو فيروس كورونا المستجد الشرق الاوسط والمعابر الحدوديه وهو شديد العدوانيه والانتظار اكثر تسبب بالموت من الفيروس الأوروبي والذي كان موجود خلال الشهور الماضيه ذلك بسبب تطور الفيروس وتحوره حيث أن العدوى تكون واحد مقابل واحد بينما في فيروس الشرق الأوسط واحد مقابل عشره على الاقل.
كان من المفروض ان تكون الإجراءات والسياسات الوقائية والوبائية والعلاجية تتبع تطور المرض الفيروسي وانتشاره وهنا تبرز اهمية تطبيق العلاج الوقائي والتي طبقته دول كثيره مثل الصين الهند مصر وبريطانيا ودول أخرى كثيره وهذا الأمر نادينا بتطبيقه منذو ٤-٥ شهور؛ وهذا العلاج يجب تطبيقه على الفئات الأكثر العرضه لتلقي العدوى مثل الكادر الطبي؛ العاملين في المعابر الحدوديه بجميع انواعها؛ المخالطين بشكل عام للمرضى المشتبه بهم؛ وتطبيق العلاج الكامل للمرضى المصابين بغض النظر عن ظهور الأعراض ام لا ما دام الفيروس مثبت لديهم؛ ومن المفروض علاجهم لأنهم يعتبروا بؤره تنشر المرض للغيرحتي لو نتيجته سالب يظل يعدي بافرازات الجسم المختلفه.
أما بالنسبه لقوة الفيروس فهذا يعتمد على المناعة الشخصية للشخص؛ والعمر؛ وتعتمد على الأصل ومصدر الفيروس؛ فمثلا الفيروس الأوروبي العدائية أو العدوى عنده قليلة واحد بواحد أي شخص مصاب يعدي شخصاً آخر سليماً، أما فيروس كورونا الشرق الأوسط والذي موجود في السعودية ودول الخليج وسوريا وهذا الفيروس تفاعل أو اختلط مع فيروس ميرس وفيروس سارس وفيروس كورونا القديم وهو فيروس شرس عدوانيته شديدة ونسبة الوفاة فيه أكثر من الفيروس الأوروبي.
أما بخصوص الأدلة العلمية والوبائية التي تثبت ذلك عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر التركيبة الجينية الكروموسومية للفيروس (جينوم)، ويوجد بعض الكروموسومات تختلف بالفيروس الأوروبي عن الفيروس الشرق الأوسط أو الفيروس الصيني وبهذه الطريقة ممكن أن نعرف من أين جاء الفيروس واصله من أين وذلك من خلال التركيبة الجينية وهذه الفحوصات تم عملها وتم تمييز الفيروس الأوروبي عن فيروس الشرق الأوسط أو الفيروس الصيني، مع العلم بأن فيروس الشرق الأوسط قد تتطور وتحور ويختلف عن فيروس كورونا الذي كان موجودا في الفترة السابقة.
وبخصوص الوقاية من المرض وعلاجه، علماً بإن الإجراءات الوقائية لا تعالج المرض بل تقلل من انتشاره ومن المفروض أن يكون خطة علاجية تحد من انتشاره وتحد من عدوانيته والمهم في الموضوع أن يكون لدينا خطة علاجية واضحة مع الحرص على تطبيق أساليب الوقاية الوبائية وننصحح أن تكون الخطة العلاجية تتضمن علاج وقائي للكادر الطبي والموظفين على المعابر الحدوديه بجميع أنواع والمخالطين للمصابين بشكل عام بالاضافه إلى عمل فحص pcr لحاملي فيروس كورونا والذين لم تظهر عليهم أعراض المرض أما الذين تظهر عليهم أعراض مرض فيروس كورونا فيجب علاجهم علاج تام، وعكس ذلك سوف يكون لدينا انتشار كبير وواسع في أعداد المصابين وهذا ما حدث في الدول الأوروبية.
واذا تم تطبيق الخطة العلاجية المحكمة والوقائية للفئات المستهدفة سوف يتم السيطرة على جميع البؤر الوبائية في المملكة خلال أسبوعين بإذن الله تعالى.
والله من وراء القصد……
حمى الله الاردن ووقاه من كل شر ووباء..
* دكتوراه في الادارة الصحية
* طبيب مجتمع وصحة عامة وبيئة ووبائيات