انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

حسان ملكاوي يكتب: التوجيهات الحكيمة والقرار الايجابي.. اعادة خدمة العلم

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/07 الساعة 13:06
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم : حسان عمر ملكاوي

منذ سنوات والمطالبات الشعبية والبرلمانية تنادي باعادة خدمة العلم، وتذرعت بعض الحكومات بعدة اسباب منها: الوضع المالي وصعوبات وتحديات اخرى، وقد لا يتفق معظمنا مع تلك الذارئع، وبالامس امتثلت الحكومة للتوجيهات الملكية الرائدة والفكر الملهم والحكيم، وانه في ظل الظروف الحالية وجائحة كورؤنا وتاثيراتها الصحية الاقتصادية بضرورة التفكير خارج الصندوق، والعمل بالتوزاي على تخفيف الاثر الاقتصادي والصحي للجائحة والخروج بقرارات ليست نمطية او تقليدية، من خلال اعادة خدمة العلم بقالب وشكل ومضمون يختلف عن السابق ويلائم الحاضر ويساعد في صناعة وصياغة المستقبل. نعم تلك التوجيهات جزء بسيط من حكمة القائد المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

لقد جاءت التوجيهات الملكية والقرار الحكومي لتشكل مع المطلب الشعبي حالة تصل الى شبه اتفاق على ضرورات ذلك القرار، لاثره الايجابي في زيادة الحس الوطني بالانتماء والمواطنة وتعزيز الهوية الوطنية والتاثير في فكر الشباب وتعليمهم قواعد الربط والضبط العسكري وصقلهم بمهارات وصفات يحتاجونها اليوم اكثر من اي وقت مضى.

نعم نحن شعب نعشق الجيش ولا نستقبل طلته الا بالتحية وفرش الورد لانه ما كان يوما الا لنا لا علينا ، ولانه يظهر في كل المحن ولا تهمه الصعوبات ولا يوجد في قاموسه ما يسمى بالمستحيلات، ولا يعرف الخضوع والركوع والانحناءات الا لرب العرش مالك الارض والسموات.

جيش في كل المحن وكل الظروف ومهما كانت الاحوال الجوية ومهما كان حجم الوباء ومهما كانت قوة الاعداء فانه يظهر ويقول نحن لها وفدى ترابها واهلها، وليس ذلك على ارضنا بمنة او فضل كبير.

جيشنا سياج الوطن ودرعه الحصين وقوة الجيش ومتانته ورباطة جأشه هي اساس اماننا بعد الله تعالى.

ورحم الله شاعرنا سليمان عويس عندما نطق بلسان حال كل فرد وقال:

مولاي

زعيم الجيش

حبيب الجيش

لبسني شعار الجيش

بس مرة وخذ عمري

اعيش بخندق الابطال

ارخص للوطن عمري

واخلي لقمة الزقوم

بحلوق العدى تهري ولا تمري

حتى ابني الوحيد (عمر حسان ) الذي اشتاق اليه كثيرا حيث انني اغيب عنه منذ زمن ورغم ان عمره خمس سنوات، و عندما يتصل بي يعبر عن عشقه للجيش ويطلب مني ان اشتري له الزي العسكري مع المسدس الوهمي وهذا حال جميع اطفالنا.

اما نحن الكبار فكيف لا نعشق الجيش وهو اهم المؤسسات واكثرها قدسية ورمزية و انضباطا واعظمها انجازا ومصنعا ومخزنا للكفاءات في جميع المجالات، ومنذ اليوم الاول لتأسيس الجيش ولغاية الان هو المؤسسة التي يجمع الجميع على اهميتها وعظمتها، جيش قدم للوطن وللامة الكثير الكثير، وارخص الدم ورفع العلم وباع الروح واشترى الشهادة وضحى بكل ملذات الحياة لاجل الامة و الوطن والشعب والقيادة.

نعم نحن نتغنى شعرا ونثرا بالامن والامان ولكن جيشنا بعون المولى وتوفيقه هو من يصنع ويضحي فعلا لا قولا، لاجل ذلك الهدف ويقدم لاجله الدم والروح لاجل ان يبقى وطننا الاحلى والاجمل ومن اجل ان نعيش جميعا نتمع بالافضل. ولقد شكل جيشنا ومؤسساتنا الامنية وجهاز مخابرتنا حائط صد منيع عن حدودنا واطفالنا وامننا ، وتصدوا ولقنوا الدروس لكل من حاول الاقتراب، وعلموه ان الاقتراب من الوطن هو لعب بالنار التي لا ترحم ولا تبقي لمن يعتدي اي اثر.

ولقد تصدوا وعلى مدار الزمن لكل اصحاب التفجيرات و فصائل الارهاب الفكري او العسكري واحبطوا ووأدوا مخططات الاستهداف في مهدها وهاجموا داعش وغيرها في اوكارهم، وايا كان مكان اختباهم، لذا أجزم ان الجميع ينتظر تفاصيل القرار الايجابي باعادة خدمة العلم لان الابداع في صياغة التفاصيل يعزز ويزيد ويرفع ايجاببات الفكرة والقرار وحالة الرضا وينسجم مع التوجيهات الملكية التي لا تعرف النمط تقليدي وتفكر خارج الصندوق وترفض ان تكون الصعوبات المالية عائقا من الاستثمار في الانسان فقرار اعادة الخدمة يؤكد على انه من اهم اولويات الانفاق هو الاستثمار بالانسان وتعزيز قوتنا ومناعتنا العسكرية، وكما اعلن دولة الدكتور عمر الرزاز الموقر ان التفاصيل قريبا فاننا ننتظرها ان تكون على مستوى الحدث وتراعي الاحتياجات وتحقق الاهداف وتقوم على فلسفة البناء والاستثمار وتساهم في صناعة الاجيال وتخفيف البطالة، وتاهيل الكوادر وصقل الشخصية وتسليح الفرد عسكريا و فكريا ومهاريا ومن هنا ومن فهمي المتواضع وخبرتي الضعبفة فانني اعتقد ان تكون مدة الخدمة بين ١٢- ١٨ شهرا مدفوعة الاجر بما يكون قربيا من الحد الادنى للاجور، يغطي التكاليف والمصاريف الشخصية للمكلف مع تقسيم مدة الخدمة الى فترات يكون من ضمنها التاهيل العسكري من خلال الخدمة والتدرب في وحداتنا العسكرية وتكون هناك دورات نظرية وعلمية وعملية في جميع المجالات وخاصة الصحي والتكنولوجي وريادة الاعمال ومع مراعاة امكانيات وتخصص المكلف بحيث يتم اكسابه مهنة وحرفه يحتاجها سوق العمل لتساهم مدة الخدمة لاحقا في ايجاد فرصة العمل محليا او خارجيا وايضا بالنسبة لحملة الشهادات اكسابهم مهارات واعطائهم دورات مطلوبة في سوق العمل وتعزز كفاءتهم وتزيد من علمهم في تخصصهم وتعطيهم الافضلية العلمية ومدة خبرة يطلبها ويفضلها دائما واصحاب العمل خاصة في الخارج، وممكن تدريب بعض المكلفين خلال جزء من مدة الخدمة في مؤسساتنا العامة وقطاعنا الخاص والجهات المهنية والصناعية في القطاعين العام والخاص، بما يساهم في انجاح القرار الذي يخدم الوطن وابنائه.

مع انني افضل لو ان الحكومة تعلن عن اعطاء مدة اسبوعين للاستماع الى وجهات نظر حول التفاصيل المقترحة في التطبيق من خلال جلسات عصف ذهني مع الاكاديمين والمختصين العسكريين والمدنيين، وحتى ان كانوا خارج الخدمة ومواقع العمل حاليا ولكن يمكن الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ولا واعلم حقيقة ان كانت الحكومة الرشيدة قامت بذلك ولكن ايا كان الامر فانه ممكن لاحقا تغير تلك التعليمات والتفاصيل بما يلائم المرحلة ويتجنب اخطاء قد تظهر اثناء التطبيق وكما قلت سابقا انه يسجل للحكومة الرشيدة انها اعتمدت مبدا المرونة والتغذية الراجعة ودراسة عيوب وايجابيات وسلبيات التطبيق في معظم القرارات خاصة في جائحة كورؤنا ونسال المولى ان يرفع وباء وبلاء هذة الجائحة عن الوطن والامة والبشرية.

و حمى الله الوطن شعبا وحكومة وقيادة وادم الله الوطن عزيزا امنا مستقرا، والله نسال ان ينعم بالعمر المديد وموفور الصحة والسعادة لجلالة الملك المفدى وولي عهده الامين وسائر الاسرة الهاشمية والاردنية.

وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/07 الساعة 13:06