انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

نتنياهو يستجدي استئناف التنسيق الامني

مدار الساعة,مقالات,السلطة الوطنية الفلسطينية,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 12:16
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة
رغم كل المعطيات القائمة والموجودة على الارض، والتي يعتقد كثيرون انها تسببت باضعاف الموقف الفلسطيني، الا ان الكرة ما تزال في الملعب الفلسطيني، ولم تخرج منه ابدا، واللاعبون الفلسطينيون هم الاكثر سيطرة عليها حتى الآن.
ورغم الهالة التي يحاول رسمها نتنياهو، واظهار نفسه بطلا سياسيا، حقق للكيان الغاصب ما لم يستطع انجازه قادة عظام للكيان سبقوه في محاولات مماثلة، الا انه ومن خلال قادته العسكريين، يحاول بشتى الطرق والوسائل،اختراق الموقف الفلسطيني، وبشكل خاص، موقف الرئيس محمود عباس ابو مازن، وبتحديد اكثر، يسعى نتنياهو الى استئناف التنسيق الامني مع السلطة الوطنية الفلسطينية، اوقفه الرئيس عباس منذ اعلان نتنياهو عزمه ضم اجزاء من الضفة الغربية للكيان المحتل، ويوظف نتنياهو لهذه الغاية رئيس اركان جيش الاحتلال افيف كوخافي وعدد من مساعديه، الذين قاموا بالاتصال مع احد رجال الاعمال الفلسطينيين، وهو شخصية اقتصادية مستقلة بارزة في الضفة الغربية، وينشط على الصعيد الداخلي الفلسطيني ويبذل محاولات مستمرة من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس ومقرب من الرئيس عباس،وله استثمارات ضخمة في دولة فلسطين المحتلة وخارجها، بهدف اقناع الرئيس عباس بعودة التنسيق الامني مع الاحتلال،على قاعدة ان قرار الضم ازيح حاليا عن الطاولة وبذلك زالت اسباب وقف التنسيق الامني حسب اعتقاد نتنياهو.
موقف الرئيس عباس واضح ومكشوف ومعروف، ويشكل الغطاء والمظلة الرئيسية للموقف الفلسطيني العام، ويرتكز على مبدأ ان التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي يقوم على اساس زوال هذا الاحتلال وفقا لمباديء مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وان القضية الفلسطينية، لا تنحصر يقرار ضم او عدمه، وانما القضية قضية احتلال كامل لا بد من الانتهاء منه وانسحابه بالكامل من اراضي دولة فلسطين المحتلة.
وقف التنسيق الامني مع الاحتلال، يثير القلق في صفوفه، ويقض مضاجعه، ويدب الرعب في احشائه، رغم ان الصدام الفعلي والحقيقي لم يحدث بعد مع الاحتلال، على شكل انتفاضة ثالثة كما يعد ويستعد ويتهيأ الفلسطينيون.
يدرك الاحتلال جيدا، ان جيشه النظامي لن يكفي لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية القادمة، وعليه ان يستدعي الاحتياط، ويدرك ايضا ان خسائره هذه المرة سوف تفوق خسائره بكثير في الانتفاضتين الاولى والثانية، فكل شيء تغير، وان رأس الحربة في المواجهات ان حدثت،هم ابناء واحفاد الذين صنعوا الانتفاضتين الاولى والثانية، والمعركة هذه المرة سوف تكون حرب وجود حقيقية، اما دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية او الشهادة.
الموقف الفلسطيني هو القول الفصل، وقد وصلت الرسالة الى نتنياهو وفهمها جيدا،عندما اعلن الرئيس عباس انه موافق مسبقا على جميع القرارات التي ستتوصل اليها الفصائل الفلسطينية للتعامل مع المرحلة الحالية.
لم يعد امام الفلسطينيين الا خيار الصمود والمواجهة،والاعتماد على الذات،مهما بلغ الثمن،فلا ثمن يعدل ثمن الوطن والارض.
لكم ان تتخيلوا حجم الرعب الصهيوني بسبب وقف التنسيق الامني،فما بالكم عندما تشتعل الارض الفلسطينية في وجه المحتلين.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/06 الساعة 12:16