انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

البطاينة يكتب: قراءة في نتائج الثانوية العامة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/17 الساعة 00:41
حجم الخط

بقلم: الدكتور رافع شفيق البطاينه

ما حصل من مفاجآت غبر متوقعة بتاتا في نتائج التوجيهي من معدلات عالية جدا ولشريحة واسعة من الطلاب بحيث وصل الأمر أن تكون نسبة نجاح الفرع العلمي أعلى بكثير من نسبة نجاح الفرع الأدبي 64٪ العلمي و 43٪ للأدبي، علاوة على أن عدد الطلاب الحاصلين على علامة كاملة ١٠٠٪ من الفرع العلمي عشرة أضعاف من حصل على هذا المعدل من الفرع الأدبي، مما أفسدت هذه المعدلات العالية فرحة الطلاب الذين حصلوا على معدلات دون (95)، وأحبطت طموحاتهم التي كانوا يحلمون فيها للحصول على التخصص الذي يرغبون فيه أو يطمحون إليه..

هذه النتائج الاستثنائية وغير المألوفة لدينا لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال، وهذه التبريرات غير مقبولة مهما كانت، وتحت أي ذريعة، وخصوصا في ظل الحجر الصحي وظروف أزمة كورونا التي عايشناها، والتعليم عن بعد الذي أول مرة نتعامل معه، وحرم منه الكثير من الطلبة الذين كانوا لا يملكون أجهزة كمبيوتر أو لاب توب، ولا توجد لديهم شبكة انترنت أو إشتراك، كما أننا نعرف صعوبة بعض مواد التخصص في الفرع العلمي، فهل يعقل أن الطلاب الذين حصلوا على معدلات كاملة لم يخطئوا بأي سؤال حسابي من الفيزياء او الرياضيات، أو أي معلومة من المواد الأخرى، كنا نتوقع أن يزداد العدد عشرة أضعاف عن العام الماضي ولكن ليس سبعين ضعفا..

أتذكر ونحن طلاب في المدرسة كنا نرتعد من تخصص الفرع العلمي، وكان معظم الطلبة يحبذون تخصص الأدبي على العلمي لغايات ضمان النجاح والحصول على معدل عالٍ يضمن حصولهم على مقعد جامعي، وكلنا يعلم أن هؤلاء الطلبة من الفرع العلمي معظمهم سيكونون في المستقبل أطباء وصيادلة وستكون أرواحنا واجسادنا بين أيديهم، والباقي مهندسين وستكون بيوتنا ومساكننا وآلياتنا وطرقنا تحت إشرافهم، ومسؤولين عن سلامتها وأمانها، فهل سيكونون على قدر المسؤولية...؟ نتأمل ذلك!!!

وعلى كل حال الف الف مبروك للناجحين متمنيا لهم التوفيق، آملا أن تكون مثل هذه النتائج هي نهج سنوي مستقر، وليست حاله عابره مرتبطة بالأزمات ، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/17 الساعة 00:41