انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: ضرورة اعداد الصف الثاني

مدار الساعة,مقالات,الضمان الاجتماعي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/19 الساعة 02:55
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة

تفتقر المؤسسات العامة والخاصة وربما تفتقد في كثير من الاحيان ،الصف الثاني من الموظفين والعاملين ،الذين يجب ان يكون معدا اعدادا جيدا ،حتى يتسلم من الصف الاول الذي يغادر المؤسسة بعد عقود من العطاء والبذل ،ويخلد الى الراحة بعد الوصول الى سن التقاعد ،تاركا المجال والفرصة ليتولى القيادة والمسؤولية ،حتى تستمر عجلة الانتاج والتطور والاستمرارية وهكذا من جيل الى جيل تتواصل الحياة.

المؤسسات بشقيها العام والخاص تفتقد المنهجية العلمية المنتظمة والدائمة ،التي تقوم على برامج وخطط ثابتة ومستمرة تتطور عاما بعد عام ،تدريبية توعوية وتثقيفية تصنع صفا او جيلا قياديا قادرا على حمل وتحمل المسؤوليات ،وملء الفراغ الذي قد يتركه الصف القيادي الاول في المؤسسة ،وعلى العكس من ذلك ربما يحدث احيانا عرقلة واعاقة لاعداد وتهيئة الصف او الجيل الثاني الذي يجب ان يتقدم خطوة الى الامام في مرحلة لاحقة لاستلام دفة القيادة في المؤسسة.

غياب المنهجية العلمية لاعداد وتهيئة الصف الثاني ليتبوأ مكان الصف الاول ، ناتج في معظم الاحيان ،عن تغييب الاسس والمعايير والقواعد والضوابط والانظمة والتعليمات الثابتة والملزمة التي تجبر الجميع على الالتزام بها ،والتي تضبط ايقاع العمل الوظيفي والتدرج العادل والمنطقي والحقيقي في المناصب الوظيفية والرواتب ،مما يؤدي في العديد من المؤسسات بل وفي غالبيتها ،الى تشوهات عميقة في المناصب والمسميات الوظيفية والرواتب ،التي لا تتناسب بالمطلق مع المؤهلات العلمية والخبرة والكفاءة ،والتي تؤدي في النهاية الى وقوع المؤسسة في مستنقع من الفساد المالي والاداري والمهني ،لان الصورة المشوهة التي تتشكل لتلك المؤسسة لا تعطي الا انطباع الفساد والفوضى والمحسوبية والشللية وغيرها من التسميات التي تصب جميعها في خانة الفساد ،وتنتهي بمطالبة الحكومة ومؤسسة الضمان الاجتماعي بانقاذها بعد الانهيار المالي والافلاس الحتمي.

وجود الاسس والمعايير الوظيفية في المؤسسة ،يعني الاخذ بعين الاعتبار المؤهلات العلمية وسنوات الخبرة في التخصص والعمل الى جانب الجهد والكفاءة ،وغيابها يعنب بالضرورة تغول البعض على البعض الآخر ،وايقاع الظلم ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ،والاستيلاء على حقوق الغير الوظيفية والمالية ،واشاعة الكراهية والبغضاء بين الموظفين والعاملين ،وانعكاس ذلك بشكل سلبي جدا على العمل والاداء والانتاج كماَ ونوعا.

بعض المؤسسات في بعض دول العالم المتقدمة ،تستعين بذوي الخبرات والكفاءات ممن عملوا فيها ،في اعداد وتدريب الموظفين والعاملين لديها ،لصناعة صفوف قيادية مستقبلية تنهض بالمؤسسات وتحافظ على منجزاتها ونجاحاتها التي تحققت وما وصلت اليه من مكانة مرموقة.

في الحالة الاعلامية ،نرفع القبعات لوكالة الانباء الاردنية بترا،التي تعتمد الاسس والمعايير الثابتة في الترفيع والتقدم الوظيفي والمالي التي تقوم على الاقدمية "الخبرة" والمؤهل العلمي – الدرجة الجامعية ،اضافة الى عوامل اخرى مثل الكفاءة والجهد ،علما بأن المؤسسات الصحفية الاخرى تفتقد مثل هذه المعايير والاسس والاعتبارات.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/19 الساعة 02:55