كتب: علاء كمال الصقر
الشاب الأردني، هذا الشاب المثابر الذي أبى أن يستسلم لرسوم دراسته الباهظة، وفرصته في سوق العمل الضئيلة، وتكاليف معيشته التي لا تسمح لتكوين عائلة صغيرة بل في بعض الأحيان هو الذي يعيل أهله، نستطيع أن نرى بعد كل هذه المعطيات شخصاً محطماً وسلبياً وفاقداً للأمل يلوم نفسه أنه ولد في الجيل الخطأ، لكن هذا ليس الشاب الأردني، فمع كل هذه العوامل بدل من أن يندب بحظه لعدم حصوله على فرصة عمل يقوم الشاب بتطوير نفسه علميا ويخلق فرص عمل له ولغيره، بدل من أن يستسلم لتكاليف المعيشة التي تفوق مدخوله، ينادي باصلاح حكوماته ويشارك في الحياة السياسية ويساند قضايا تناسب اهتماماته، لكن هل يجب أن ينشغل الشاب في المناداة بالاصلاح ويهمل حياته المهنية والشخصية والمادية؟
مشكلة البطالة أو العمل بوظيفة لا تناسب المؤهلات العلمية هي من أكثر المشكلات التي ينادي الشباب لاصلاحها، سنفصل اسباب هذه المشكلة من عدة وجهات نظر، أولا ان الاردن لديه فراغ كبير في ملف المستثمرين الأجانب فبيئة الاستثمار في الأردن عندما نقارنها بدول عربية أخرى او أجنبية فهي ضعيفة وغير مشجعة بالحد المطلوب لجذب استثمارات خارجية قد تولد الاف فرص العمل، سبب هذا الضعف قد يكون صعوبة الاجراءات الحكومية او ارتفاع الضرائب وهذا محزن حقا لأن الأيدي العاملة والكفاءات موجودة للأسف، ونحن لا نتكلم فقط عن الأستثمار الأجنبي فالأردنيين هم في المرتبة الثانية في اكثر الدول الاجنبية شراءً للعقارات في تركيا وهذا يوضح خلل ايضا في ملف العقارات في الأردن، هذا بالنسبة لدور الحكومة، لكن ما هو دور المجتمع؟
المجتمع ايضا مسؤول بتغيير ثقافة التعليم والوظيفة، يجب أن نصبح مدركين أن الشاب هو الواجب عليه اختيار تخصصه وواجب الأهل هو التوجيه والنصيحة، ويجب ان نعلم ان دراسة التخصصات المهنية والوظائف الحرفية لا تقل اهمية عن التخصصات الأخرى. أما بالنسبة لدور الشاب وهو الدور الهام لأنه هو الذي يستطيع تغيير كل هذا فهو يستطيع ان يؤثر على الحكومة بالمطالبة بالتشريع القانوني لتسيهل بيئة الاستثمار والتشريعات التي تساهم في توفير فرص العمل، وهو بدوره ايضا يستطيع خلق فرص عمل له ولغيره وهذا تعريف للريادة المجتمعية الذي يجب على كل شاب أردني أن يتبناه في الفتره الحالية والقادمة، ونرى كل يوم انجازات الأردنيين الشباب ونراهم يحصدون مراكز متقدمة عالميا في العلم والعمل، والبيئة الريادية في الاردن ليست ضعيفه بل هي في مركز متقدم بين الدول العربية في الريادة، واصبح هناك منظمات مجتمع مدني وبرامج حكومية توفر برامج تدريبية وحاضنات اعمال ومسرعات اعمال تتمركز وظيفتها بالاستثمار مادياً وفكرياً في الأفكار الريادية التي قد تكون ناجحة وتزيد من فرص العمل في السوق وتأخذ الأردن لمركز متقدم بين الدول، اذن الاصلاح هنا مشترك ولا يقع على عاتق الحكومات فقط فلو كانت الحكومات قادرة على النهوض لوحدها لقامت، لكن الواجب هنا مشترك، اذا كان الشاب مهتم بالاصلاح فالاصلاح ليس سياسياً فقط بل الاصلاح ثقافياً وفكرياً وعلمياً ومهنياً وتكنولوجياً، فجهد الشاب بالنهوض بالفكرة والاستثمار فيها معرفياً وتوفير فرص عمل له ولغيره هو نفس الجهد الذي يقوم فيه الشاب الذي يطالب بالاصلاح السياسي لكن كلٍ بمجاله