كتب: أ.د. أمين مشاقبة
يضرب الفايروس بشدة الولايات المتحدة الامريكية في موجته الثانية، وينتشر المرض بما يزيد على 33 ولاية بشكل متسارع، حيث وصل رقم المصابين ما يزيد على 3 ملايين مصاب و132 الف وفاة على مساحة الولايات المتحدة، وبالمقارنة عالميآ فإن عدد الاصابات وصل 12 مليوناً و551 الف وفاة، اي ان امريكا تشكل ربع الاصابات عالمياً وتحتل المرتبة الاولى في عدد الوفيات، وفي هذا الشهر تتزايد اعداد الاصابات في كل من ولاية فلوريدا، تكساس، اريزونا، وكاليفورنيا بنسبة 33% عن غيرها من المناطق، وتبرز الامور بعدم القدرة على كبح جماح هذا الفايروس، وحسب رأي الخبير الوبائي فاوشي ((أننا لا نعمل جيدآ)) وعندما نقارن انفسنا بالآخرين فاننا ((لا نعمل عملآ عظيمآ)) ويضيف ان ارتفاع حدة الصراع الحزبي في الولايات المتحدة يجعل الامور صعبة جدآ في القضاء على هذا الفايروس، هذا ويرى 67% من الشعب الامريكي ان لا ثقة باجراءات الرئيس ترامب في مكافحة الوباء.
إن البلاد تسير بالاتجاه الخاطئ وإن الرئيس الأمريكي إما يكذب او لا يعلم او يعي حقيقة الواقع. إن الدي يتصدر اجندة الرئيس هو اعادة انتخابه للرئاسة مرة ثانية وكل شيء يغلق في هذا الاطار، وتشير الدراسات الاحصائية الى أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يتقدم على ترامب بواقع 53 نقطة مقابل 41 نقطة لصالح ترامب اي ان الاوضاع المتعلقة بادارة ازمة الوباء، والممارسات العنصرية بعد مقتل جورج فلويد، وموقف الرئيس من المعلومات المتعلقة بالاتحاد الروسي ودوره في افغانستان، وقرار المحكمة العليا بضرورة تقديم كشوفاته المالية في نيويورك إلى ضريبة الدخل، كل هذه القضايا سوف تسقِط الرئيس ويضاف اليها مذكرات جون بولتون التي كشفت مضامين وطبيعة شخصيته على الملأ، وستأتي اشياء اخرى عندما يقترب موعد الانتخابات، وعليه فإن كل المؤشرات تقود الى خسارة الحزب الجمهوري ما لم تحدث متغيرات جوهرية تقلب الموازين.
إن كل المؤشرات في الولايات المتحدة تشير إلى أن الوباء خرج عن السيطرة وادى الى ضغط هائل ومتزايد على المؤسسات الصحية المختلفة، وهذا يعود الى العديد من الاسباب منها حالة فقدان الثقة بين الناس والحكومة على المستويين الفيدرالي والمحلي، وعدم التزام المواطنين بالتعليمات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، وسياسات فتح الاقتصاد والاسواق المتسارعة، وفقدان الثقة بين الحكومات المحلية والحكومة الفيدرالية، كل ذلك ادى الى تفاقم الاوضاع وخروجها عن السيطرة. إن القادم اعظم في المشهد المأساوي الذي ألمّ بالولايات المتحدة الامريكية التي ترى نفسها أعظم صرح علمي طبي في العالم وتقدرون وتضحك الاقدار.
almashaqbeh-amin@hotmail.com