بما قد يدهش المعنى افتراضيا من رهان الغرض في تقنية الحوار وبما فيه الكثير من تحولات الضمائر ولعبة المكاشفة والخصوصية نقشت على خير ما ارجو من غايتي ظنا وهيأت لأسنة قلمي لاان يلتقط عبير المعنى وغالبت عشق الكتابة والكلام والبوح وقد غازلني القلم من قهره ظنا ,ومن قلق الدواة والحبر صرت مشاكسا وانا الذي نهلت من بلاط صاحبة الجلالة الزيت والرمل والحناء والحطبا . لا يتملكني غير الحبر الاصيل يقول لقافيتي ما يريد وبعين غير عكرة ساحاول ان اضيء قليلا من الصمت ببعض لغتي رغم اني ادرك ان الصمت شكل اخر للضوء" ناديا الروابدة في لفتة حرة من مكاني".
ناديا الروابدة المولعة بالقراءة والمطالعة فهي التي فتحت عيناها في حاضنة مؤثرة في السياسة والفكر والقيادة والادارة فوالدها دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة صاحب فكر يطأطىء رأس الجبال ذو المقدرة على الاقناع والتاثير في المتلقي لا تشعر بالغموض في حديثه يأسرك بالوضوح المؤمن بالأتصال والحواروهو الكاتب والمؤرخ والسياسي الحذق وكان قد استهل عمله الوظيفي كموظف بسيط بوزارة الصحة وتدرج بالوظائف الى ان اصبح وزيراً ونائبا ثم أول رئيس للحكومة بعهد المملكة الرابعة. ساظل اذكر غيبة أبو عصام الشجاع ومنتهى البلاغة مقتحم الموت مرفوع الجبين وعلى كتفيه عباءة مكوية بتخومها ابو عصام المبلل بالسنين ويحكي حين يحكي في وقار وله مكانته الرصينة بين ابناء العشائر وبانه اسد المنابر يصفونه دوما ان له راسا معبأة بحب الوطن وقائد الوطن وبكل عروبة الدنيا.
ابو عصام يفتح للشروق منازل الأرض العصية ويردد لم ترحل خطانا ولم تمرض يدانا اونكون سبباً في نقصان صورة بلادنا حيثما كنا أردنا للبلاد رسمها ولن تهبط رؤانا هذا الذي أوسد البلاد أحلامه وخطاه اثقلت بالحنين الى وطن ثابت لا يطأطىء حين تمر الرياح ,ابو عصام ما زال وجهك قنديل وصوتك يهدي دروب السبيل.
أثرالروابدة الأب بأبنته روحا وعزما وفكرا ولكنه أبدا لم يتدخل في مسار حياتها الوظيفية , ناديا الروابدة تجربة العطاء الباذخة بنجاحها وسموها وتميزها , المثقلة بالمعاني والتجارب والحياة وقد املح الصبر خيطها والعمر اشعلها , حارت الكلمات تنصف ما بها لا يوصفها الكلام جيدا يفوح خجولا من فمي, الروابدة ناديا المولودة في 1963ببلدة الصريح الثانية على عشر شقيقات وشقيق , فلاحة بسيطة عاشت حياة القرية والحصاد والبيادر تحرث الارض وتزرع وتسقي,مما كان له اثر كبير بارتباطها بالارض والوطن وهي تحمل درجة البكالوريوس في العلوم السياسية وعلم الاجتماع من الجامعة الاردنية , حياة ناديا الروابدة الاجتماعية تباينت بين التعب والفرح والحزن فقد كانت على موعد مع فرح لم يدم طويلا عندما تزوجت من رفيق مسيرتها الاكاديمية مناور الدعجة ولكن القدر عجل برحيله وكان يحمل رتبة عميد بالقوات المسلحة الاردنية اثر مرض عضال تاركا لها محمد والعنود لتعيش مرحلة من الحزن الممض وتتضاعف مسؤولياتها فقد اصبحت الام والاب بوقت واحد وما تتطلبه الوظيفه من جهد ومثابرة وجد , بعد تخرجها عملت صحفية في جريده صوت الشعب كمندوب محلي متدرب لمدة ثلاثة شهور , وفي عام 1987 التحقت بالضمان الاجتماعي لتمضي اثني عشرعاما موظفة بسيطة على الكاونتر " خدمة الجمهور" وتعتبر الروابدة تلك الفترة من اجمل سني حياتها كونها اتاحت لها ان تكون قريبة من الناس وكافة اطياف الناس ومستوياتهم.
ولثلاث مرات ولمده ثلاث سنوات احتفظت ناديا الروابده بلقب المرأه الأكثر تاثيرا بين النساء العربيات وحصلت الروابده على هذه الرتبه العالميه نتيجه دراسات متخصصه فهي التي كانت تحمل ملفاتها الى بيتها وايام الجمع والسبت وتواصل ليلها بنهارها لانها تؤمن بالعطاء المستمر وشعارها "أحبب عملك واتقنه اعمل بنزاهه ومصداقيه " ناديا الروابده ملكه اسطوريه في تهذيبها وفكرها ووطنيتها وعطائها ومهنيتها "لا لتغيب عن نداء الاماكن لها ".