لقاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز, مع مجموعة من طلبة الجامعة الأردنية, أثر الفيديو الذي نشروه حول حفلات التخريج والذي احتفى به الإعلام الرسمي, هو غير ما تم الترويج له, كدليل على انفتاح الحكومة فهو في حقيقة الأمر نموذج لسوء الاختيار, نظراً لعدد الأخطاء التربوية والإدارية التي وقع بها من نظم اللقاء ومن ثم أوقع بها دولة الرئيس!
أول الأخطاء التي وقع بها من نظم اللقاء أنه تم دون علم رئاسة الجامعة وكل دوائرها المعنية, بمعنى آخر أنه تم تجاوز المرجعيات الإدارية والتربوية المعنية, مما يشجع على عدم احترام الأصول والتقاليد الإدارية, ويقلل من قيمة وهيبة ودور من تناط بهم المسؤوليات القيادية، فهل المطلوب تخريج أجيال لا تحترم الأصول, ومن ثم تربية هذه الأجيال على قاعدة أن من يرفع الصوت ويتجاوز الأصول والتسلسل المرجعي هو الذي يكسب, ويتم استرضاؤه؟ وما الضير لو تم دعوة رئيس الجامعة لحضور الاجتماع الذي دعي إليه مجموعة من طلبة الجامعة التي يديرها, بل لقد كان الافضل ان يدعى الطلبة للقاء رئيس الوزراء من خلال جامعتهم وعدم تجاوزها وبذلك تتم المحافظه على الاصول المرعية.
ثاني الأخطاء التي وقعت في تنظيم هذا اللقاء, أنه جاء اعتراضاً على قرارات وإجراءات نافذة سواء من قبل وزارة الصحة او وزارة التعليم العالي, بالإضافة إلى رئاسات الجامعات وقد كان الأولى احترام كل هذه المرجعيات على استرضاء مجموعة من الطلبة!
ثالث الأخطاء التي وقع بها من نظم اللقاء أنه اقتصر على مجموعة من طلبة الجامعة الأردنية, ومن لون واحد, والسؤال هو أين باقي مكونات الطيف الطلابي في الجامعة الأردنية؟ وأين هم طلبة سائر الجامعات الأردنية؟ وهل هذا يعني أن حكومة الدكتور الرزاز تتبنى لوناً طلابياً بعينه وتنحاز إليه على سائر أطياف ومكونات الجسم الطلابي, وعلى حساب هيبة ومكانة رئاسات الجامعات؟ أسئلة أخرى كثيرة يثيرها اللقاء وكلها تصب في أنه خطاء ماكان يجب الوقوع فيه!
Bilal.tall@yahoo.com