كتبت: منال النمري
لطالما آثار إهتمامي الأشخاص وحكاياتهم والعلاقات المتشعبة بين أطياف البشر...
ليس لفضول، فأنا إنسان يتأتى إهتمامي من حبي للمعرفة، ويولد من خيال واسع مع كل سطر، وقطرة حبر، وكتاب قرأته من جبران ودرويش، كافكا وكونديرا إلى محفوظ والسباعي..
كانت تشدني خلال أسفاري وتنقلاتي تلك الأضواء الخافتة خلف النوافذ المشرعة، والتي تتسرب أحياناً من تحت الأبواب الموصدة، والرؤوس المتهامسة حول طاولة دائرية وفنجان قهوة على مقاهي الرصيف؛ فيسرح خيالي لينسج حكايات وروايات عن شخوصها...
البارحة، عشت حكايتين مختلفتين... سبرت من خلالهما أسرار وأغوار النفس البشرية، وتجرعت جمال إختلاف دروبنا ودروسنا، قصصنا، عبراتنا وأنفسنا... تقبلت بعدها أننا جميعاً فصل ربيعي مزهر من فصول رواية رائعة تسمى... الحياة.
عدت إلى المنزل على أنغام صوت فيروز وكلمات جبران الخالده تصدح: سَكَنَ الليلْ وفي ثوب السكونْ .. تَخْتَبِي الأحلام وَسَعَ البدرْ، وللبدرِ عُيُونْ .. تَرْصُدُ الأيامْ... فتعالي..
لكن على شفتي، كان يرتسم هلال إبتسامة لم تسكن مع حلكة الليل... غفوتُ معي، رافقتُ أحلامي وصحوت على وسادتي فوجدتني وأنا في حالة عشق..
عشق للنفس البشرية... وحكاياتها... وإختلافاتها الجميلة.