انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: الكلام لا يكفي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/26 الساعة 15:23
حجم الخط


الكاتب : كمال زكارنة

كل العالم دول وحكومات وشعوب ومؤسسات وهيئات ضد قرار الضم الاسرائيلي لأي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ،وسمعنا وشاهدنا خطابات وبيانات وفعاليات واجتماعات وتنديدات ومعارضات وتهديدات بالرد على قرار الاحتلال اذا حصل وتم تنفيذه ،والعديد من ردود الفعل الاخرى المعارضة والمنددة والمستنكرة والرافضة والشاجبة وغيرها،وقد نجحت السياسة والحراك والجهود الاردنية والفلسطينية في منع نتنياهو من تحقيق اي اختراق على اي مستوى عربيا واقليميا ودوليا ،وافشلته في كسب اي تأييد غير التأييد الامريكي لمخططات الضم.

لكن كل ما ذكر واية قرارات لاحقة قد تصدر عن مجلس الامن الدولي او الجمعية العامة للامم المتحدة ، سوف تتطاير في الهواء ان لم يقترن هذا الضجيج العالمي المعارض للمخططات الاحتلالية بالافعال الحقيقية على الارض هذه المرة.

والمطلوب من دول العالم عامة والاتحاد الاوروبي خاصة،الذي يعتبر الشريك الاقتصادي الاكبر عالميا مع الكيان المحتل ، القيام بثلاث خطوات اساسية ،الاولى الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة ،والثانية فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ملزمة لجميع دول الاتحاد وشاملة لمدة طويلة ،والثالثة توفير الحماية الدولية الفورية لدولة فلسطين المحتلة على كامل حدود الرابع من حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية.

هذه الخطوات سوف تقود الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس مبدأ حل الدولتين الذي يعتبر مطلبا فلسطينيا وعربيا ودوليا.

في الولايات المتحدة الامريكية كما هو الحال داخل الكيان المحتل ،هناك قطاعات واسعة رسمية وشعبية وحزبية ومؤسسات مجتمع مدني ترفض الضم من حيث المبدأ ،لانها تدرك المخاطر المترتبة على ذلك ،لكن حكومة نتنياهو المتطرفة والادارة الامريكية الاكثر تطرفا وتصهينا من اليمين الاسرائيلي نفسه ،تصران على تنفيذ مخطط الضم ،بهدف استكمال الشمروع الصهيوني التوسعي العدواني في فلسطين التاريخية ،من جهة اليمين الصهيوني، ونسف القانون الدولي والشرعية الدولية وفرض لغة القوة وشريعة الغاب من جهة الادارة الامريكية.

العالم امام تحد كبير واستراتيجي ،اما ان يحافظ على الحقوق والعدالة والحريات والديمقراطيات ويتصدى للصلف الصهيو امريكي ،او ان يحمل معاول الهدم الى جانب ادارة ترامب ،ويشارك في هدم قواعد وقيم ومباديء القوانين والعلاقات والشرعية الدولية والانسانية التي بناها العالم ودفع ثمنها تضحيات جسام.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/26 الساعة 15:23