انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

أحمد البطاينه يكتب: حول الخيار الاستراتيجي الوحيد الفعال لكبح جماح اسرائيل

مدار الساعة,مقالات,الأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 21:26
حجم الخط

بقلم: الدكتور أحمد صالح البطاينه

لن ينفع مع اسرائيل سواء لردعها عن عملية ضم غور الأردن والمستعمرات وليس المستوطنات الاسرائيلية، أوعن أطماعها التوسعية الأخرى إلا " الكي "، فحتى لو أجلت اسرائيل آخر غطرستها بالضم نظرياً، فسيبقى الضم في أجندتها تُنفذه تدريجياً، وأطماعها تزخر بما هو أكبرمن الضم، ومفاعيل صفقة ذو القرنين في صُلبها، فمن قِحِف الرأس والقلب نقول: ما حك جلدك مثل أظفرك، وأن حجر الزاوية وقطبا الرحى في هذا الصراع، هو في "الكي " باندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية بكل الأشكال والألوان، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، فهي التي ستقلب الطاولة على كل الحسابات الإسرائيلية، ومن يُناصرها في الكون، وستضع الانتفاضة " الحِنتْ " الذي سيضرب رأس اسرائيل وتدفع كلفته الكبيرة لتدرك أن الله حق ولن يضيع حق وراءه مطالب.

وهنا لا بد من القول بصراحة إن استهداف اسرائيل المستمر للوجود الفلسطيني على أرضه، وتهويد كل شيىء يتطلب كمقدمة أساسية لمواجهته إنهاء الانقسام العامودي في الصف الفلسطيني، الذي طال أمده ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة مهما كانت، بل أن هذا الانقسام المشؤوم بتداعياته الكارثية على القضية الفلسطينية وعلى رأسها أضعافه المستمر للصمود الفلسطيني المشهود في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي المتنوع والمتعدد الوجوه الأشكال والألوان، والذي يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات اسرائيل الحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية أولاً، وصولاً ثانياً إلى الانتقال لتحقيق أطماعها التوسعية الأخرى التي لا حدود لها ، فاسرائيل تُبقي حدودها مفتوحة لاستيعاب أطماعها التوسعية، وتراهن دائماً في استراتيجيتها التوسعية على أن مرور الزمن يُكرس الخطأ في تكريس كل أجراءاتها وخطواتها العدوانية.

وكما أن اسرائيل تُكرس كل جهودها بمختلف الوسائل والأساليب للحيلولة دون تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، فان استمرار الانقسام الفلسطيني وتجاهل مفاعيله الخطيرة جداً على القضية الفلسطينية يصب في هذه الجهود، فهل يُعقل أو يُقبل ذلك تحت أي عنوان، أولحسابات ضيقة لا يكاد حجمها يساوي شيىء مقارنة مع حجم الخطر الوجودي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني؟! هذا من جانب، ومن جانب آخر ألا يُمكن على الأقل تجميد وتأجيل الخلافات الفلسطينية إلى أجل غير مسمى إن لم يمكن اسقاط هذه الخلافات إلى غير رجعة كأولوية قصوى في هذه المرحلة التي تشهد فيها القضية الفلسطينية محاولات شرسة لتصفيتها، وذلك لاحباط مفعول أقوى عنصر تراهن وتعتمد عليه اسرائيل في تمزيق الصف الفلسطيني، ولمصلحة توحيد الاتجاه الذي بمفاعيله سيقلب الشعب الفلسطيني الطاولة على كل الحسابات الإسرائيلية التوسعية؟!

إن الوضع الآن يحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نصم الأذان عن الكلام المباح وغير المباح الذي يفرق ولا يجمع، ووقف الدوران في الحلقة المفرغة، ومغادرة مواقف الشجب والاستنكار والتي وحدها ومهما كان مصدرها لا تسمن ولا تغني من جوع، وجُلها ضعفاً أو نفاقاً، والانتقال الى دائرة الفعل على الأرض بالمقاومة الشعبية، وعدم انتظار الفرج على يد بايدن إن نجح أو المراهنة عليه، أو على المجتمع الدولي أو الرباعية ، ولا حتى على الأمم المتحدة والقانون الدولي، والواقع الراهن يستبعد الخيار العسكري، وكل ذلك لن يكون له معنى أو أثر حاسم لردع اسرائيل ، وسيكون لكل ذلك كل المعنى والأثر إذا سارت معه بالتوازي الانتفاضة ومفاعيلها على الأرض في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الداخل، وفي تعزيز حشد دعم الشعب العربي بمن فيهم فلسطينيو الشتات وأحرار العالم.

لقد أفلست كل الرهانات في إحقاق الحق إلا الرهان على الانتفاضة، وفي الحقيقة شئنا أم أبينا لم يعد في الجعبة غير هذا الخيار الاستراتيجي وخاصة في هذه المرحلة المضطربة جداً في العالم عموماً وعالمنا العربي على وجه الخصوص، وسيؤتي هذا الخيار أوكله مهما اشتدت عليه قوى الشر، وسيعيد لعدالة القضية الفلسطينية زخمها وحاضنيها محلياً وإقليمياً ودولياً، وبالتالي تعزيز المواجهة السياسية والدبلوماسية والقانونية لكل المحاولات الاسرائيلية لطمس القضية الفلسطينية وتصفيتها لصالحها.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 21:26