انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: الاردن ظل فلسطين

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/21 الساعة 00:01
حجم الخط

بقلم كمال زكارنة

يسجل لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ،انه اول زعيم عربي وقد يكون الوحيد ،الذي اوفد مبعوثا خاصا وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي الى رام الله ،لايصال رسالة ملكية على قدر كبير من الاهمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس ،في ذروة المواجهة السياسية والدبلوماسية والقانونية مع الاحتلال الصهيوني المحتدمة منذ اعلان نتنياهو عزمه ضم اجزاء من الاراضي الفلسطينية المحتلة للكيان الغاصب لفلسطين.

لن اخوض في تفاصيل الرسالة الملكية الهامة ،لكن استطيع القول انها تحمل التأكيد على الثوابت والمواقف الاردنية الداعمة والمساندة للموقف والحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ،وتعزيز الصمود الفلسطيني على الارض الفلسطينية ،واستعداد الاردن للقيام بكل ما يستطيع وما يتطلبه ردع حكومة الاحتلال ومنعها من القيام بعملية الضم الخطيرة جدا،واطلاع الرئيس عباس على نتائج التحرك الاردني الذي يقوده ويوجهه جلالة الملك من اجل منع الضم ،وما يمكن فعله والقيام به مستقبلاً والحرص على التواصل والتنسيق والتشاور بين القيادتين الشقيقتين.

كنا نتمنى ان يزدحم مقر الرئاسة الفلسطينية بالموفدين العرب ،تعبيرا عن التضامن العربي مع الشعب والقيادة الفلسطينية ،في هذه الظروف بالذات ،وان يشهر الجميع مواقفهم ولا نقول سلاحهم في وجه العدو المحتل ،ويؤكدوا ان فلسطين جزء لا يتجزأ من الاراضي العربية ومن اراضي كل دولة عربية وان الاعتداء عليها بأي شكل من الاشكال سواء بالضم او فرض السيادة والقوانين الاحتلالية يعتبر اعتداء مباشرا على جميع الدول والاراضي العربية .

الجرح الفلسطيني يؤلم الجسد الاردني كثيرا ،فنراه يتداعى دوما لنصرة الشقيق ويدخل وسط المواجهة في غمار قرقعة السيوف والرماح ،ولا يتراخى ولا يتهاون ابدا في الدفاع عن فلسطين وشعبها وحقوقه.

زيارة المسؤولين العرب لدولة فلسطين المحتلة ،لا تعني حشد القوات والجيوش على الحدود استعدادا للاجتياح ،بل هي مسألة تضامنية ومعنوية ،لان المواقف الصلبة تظهر وقت الشدائد والضيق ،والقيادة الفلسطينية تحتاج الان الى وقوف الاشقاء واصطفافهم الى جانبها ،وليست بحاجة الى توجيهات ونصائح وتحميل للمسؤوليات ،وانما يلزمها عمق عربي وظهير عربي تستند اليه في مقارعة الاحتلال والتصدي لمخططاته ومشاريعه العدوانية والتوسعية ،وهو يحاول الاجهاز على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية المحتلة .

بعض المواقف العربية حتى الان مخجلة ،ولا ترقى الى مستوى الخطر الذي يترافق مع عمليات الضم الاحتلالي لاجزاء من الاراضي الفلسطينية ،ويهدد الاردن وفلسطين والمنطقة العربية عموما ،ليس بالضرورة الان ،ولكن في المستقبل سوف يغرق الجميع في هذه المخاطر الاقتصادية والديمغرافية والجغرافية والسياسية والاجتماعية .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/21 الساعة 00:01