أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هذا أنا.. مبادرة تعليمية لاكتشاف مواهب الأبناء بالعطلة (صور)

مدار الساعة,أخبار المجتمع الأردني,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - قاعة صفية مزودة بسبورة ودمى تعليمية ووسائط اتصال مرئي، تبدو لأول وَهْلة، لكن إن أمعنت النظر في أركانها جيدا ستجدها غرفة استقبال منزلية سخرتها المعلمة إسراء العلي للتعلم عن بعد.

وتنهمك العلي بابتكار ما يلبي الحاجات المعرفية لطلبتها بُعيد ثلاثة أشهر من تعليق دوام المؤسسات التعليمية كواحد من سلسلة تدابير حكومية اتخذت لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأطلقت المعلمة، التي تدرس الصفوف الثلاثة الأولى في مدرسة دوقرة الثانوية للبنات غربي مدينة إربد، خلال فترة تعليق الدراسة، مبادرة لحث أولياء أمور الطلبة على اكتشاف مواهب أبنائهم، وفق رؤية تقول العلي إنها تستهدف تنمية مواهب طلبتها عبر استخراج مكامن الموهبة الساكنة لديهم، وإظهار قدراتهم الحركية والانفعالية والتعبيرية، وردود أفعالهم مع والديهم.

وتضيف أنها تواظب على هذه الطريقة خلال أيام الدوام الرسمي جنبا إلى جنب مع التعليم الصفي، لكن تعليق دوام المؤسسات التعليمي فرض ظروفا مغايرة، مشيرة إلى أنها قررت بعد تفكير عميق، ولضمان البناء على هذا الأسلوب وعدم انقطاعه، توجيه أنظار أولياء أمور الطلبة نحو مواهب أبنائهم، فشرعت بإطلاق مبادرة "هذا أنا" بتشارك مع إدارة المدرسة ومعلمات.

وتقول العلي "أنا أؤمن بأن الطالب يمتلك مهارات ومواهب مختلفة لذا فإن دوري يكمن في متابعتها وصقلها وتطويرها وتحديد قدراته لاستغلالها بالشكل الأمثل"، مضيفة أن دور المعلم انحصر خلال منذ تعليق دوام المؤسسات التعليمية في اكتشاف المواهب والمهارات بالرغم من الدروس التي تبث عبر المنصات الإلكترونية المختلفة وهو ما دعاها لإضفاء تجربة جديدة في التعلم عن بعد مدعومة بنشاط لامنهجي يعزز مواهبهم يرى النور عبر مبادرة "هذا أنا" ينفذ عبر أولياء الأمور، تقول العلي إنها تركت مهمة اكتشاف وتعزيز الموهبة هذا العام لأولياء الأمور.

وتستهدف المبادرة أطفالا في الصفوف الأربعة الأولى من المرحلة الأساسية، في وقت تشمل فيه المبادرة مواهب القراءة بطلاقة، والقراءة التمثيلية، والحساب الذهني، وتقمص الأدوار، وإلقاء الشعر، والخط الجميل، وترتيب الدفتر، والرسم.

وتؤكد أن دور المعلم ينطلق ليصقل المواهب ويطورها عند العودة للعملية التعليمية في المدارس، مشيرة إلى أن المبادرة عملت وفق النتائج المبنية على تقييم أولياء الأمور كمرحلة أولية، وتقييم المعلمين كمرحلة نهائية، على بناء شخصية الطالب، وزيادة ثقته بنفسه، وهو ما لاحظه أولياء الأمور بما يمتلكون أبنائهم من مهارات جديرة بالاهتمام وتستحق التطوير.

وحول رؤيتها، تقول العلي إنها تعمل جاهدة لتوفير بيئة تفاعلية نشطة للطلبة تسهم بنموهم وبناء شخصيتهم وتطويرهم أكاديميا ومهاراتهم، مع سعيها في تسهيل تعلم الطلبة من خلال توفير مصادر متنوعة ومتعددة تلبي حاجات ورغبات الطلبة والمجتمع المحلي.

وأنهت العلي المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة بتوزيع شهادات التقدير على الطلبة الذين واظبوا على عملية التعليم عن بعد أو تفاعلوا مع المبادرة.

مديرة مدرسة دوقرة الثانوية للبنات منال صوالحة تقول إن دور إدارة المدرسة هو التواصل مع أولياء الأمور والمعلمات والطالبات وتحديد الإشكالات والمعيقات، وتأسيس قاعدة بيانات للطالبات في جميع الصفوف، مضيفة أنه لضمان وسهولة التواصل فإنه جرى إنشاء مجموعات على تطبيقات تعنى بالتواصل الاجتماعي لكل صف.

ولفتت إلى أنه جرى ضم معلمات المباحث والطالبات للمجموعة لتحقيق التواصل وشرح الدروس المتبقية سواء من خلال فيديوهات من قبل المعلمة أو من اليوتيوب، وإرسال أوراق عمل، والإعلان عن مواعيد الاختبارات، إلى جانب تفعيل صفحة فيس بوك باسم المدرسة، والرد عبرها على جميع الاستفسارات، وعرض أعمال المعلمات والطالبات للتحفيز على الاستمرارية.

وأكدت أن المعلمة العلي أثبتت تميزها داخل الغرفة الصفية، وبرهنت أن لا شيء يقف أمام الإرادة القوية، إذ قدمت منذ بداية الجائحة أفكار وأساليب متنوعة حازت على رضى الإدارة والأهالي، وكانت أنموذجا لغيرها من الزميلات ولم تدخر جهدا في توفير المساعدة لمن طلبها.

وأشارت إلى أنها تتسم أيضا بقدرتها على تقليص الفروقات في قدرات الطالبات عبر أساليب تعليمية تستخدمها لتوحد قدرات الطالبات الذهنية مع مراعاة أن يكون لكل منهن رأي خاص في كل مسألة تطرح على الطاولة الصفية، إضافة إلى التنويع في المواد التعليمية، وتقسيم الغرفة الصفية الواحدة إلى مجموعات صغيرة.

(كوكب أم محمد) والدة الطالبة دارين الشلول من الصف الثالث وهو أحد الصفوف التي تشرف عليها المعلمة العلي، تقول إن العلي أثبتت بطريقتها المبتكرة في التعليم من خلال اللعب والموهبة، وتسخيرها جل وقتها للطالبات حتى خلال العطلة، عظمة مهنة التعليم.

وتضيف أن العلي أعطت وأجزلت بعطائها لتسقي ورودا من طالباتها علما وثقافة، مشيرة إلى أن تضحيتها بوقتها وجهدها، وكلماتها بعد كل حصة تعلم عن بعد ما زال يطرق مسامعها، إذ كانت توصيها دائما آلا وهو (ع الأمانة تدرسوهم وتخلوهم يقرأوا يوميا لأنهم أمانة بأعناقنا وركزوا على الجداول يوميا وتسميعهم وحفظ سور قرآنية)، مشيرة إلى أن هذا يدل على أمانة وصدق وإخلاص وتفاني المعلمة.

والدة الطالبة لين روبين تقول إن المعلمة العلي عملت بكل تفان لسد الفجوات بين التعليم عن بعد والتعليم الصفي الذي اعتدن عليه الطالبات.

وأضافت أنها اكتشفت خلال تفاعلها وتنفيذها المبادرة أن إبنتها تمتلك موهبة القراءة المعبرة بطلاقة والكتابة بالخط العربي، مشيرة إلى أن عدم معرفتها سابقا بهاتين الموهبتين ليس تقصيرا منها باستكشاف إبنتها لكنه واقع فرضته طبيعة عملها وانشغالها.

مدار الساعة ـ