مدار الساعة - حازم عكروش - السيارات كانت لعبتها وهوايتها المفضلة منذ طفولتها،قادها شغفها بها لتتحدي الصعوبات بالعمل الدؤوب رغم المعوقات الثقافية والاجتماعية إلى أن حققت حلمها كأول مصممة سيارات في الاردن والشرق الاوسط .
تقول ريم سميرات أن هوايتها كبرت معها متأثرة بوالدها الذي بدأ حياته ولغاية الان باقتناء سيارة (بي ام دبليو) وأصبحت تدرك وتميز أسماء السيارات وأنواعها لدرجة كانت ترد على من يسألها عن مستقبلها انها ستفتح مصنع للسيارات في الاردن مضيفة انها عملت على تحويل هوايتها الى حرفة حين أصرت على دراسة التصميم الصناعي من خلال الالتحاق بالجامعة الالمانية في الاردن ومن ثم التخصص بتصميم السيارات في جامعة ماغديبورغ في ألمانيا.
وأشارت أنها طرحت في عام 2014، أول تصميم لسيارة كهربائية عرفت باسم (فينكس) أي طائر العنقاء الذي تفرد بتقنياته الحديثة والمستدامة، مما دفعها للمثابرة لتحويل المشروع إلى شركة ناشئة تُعنى في مجال التصميم الا أنه تعثر بسبب شحِّ الموارد وتوقف الدعم المعنوي لهذا المشروع الفريد من نوعه في عمَّان، مؤكدة أن ذلك لم يثبط عزيمتها لأو يمنعها من الاستمرار بنشر الوعي والثقافة الخاصة بتصميم السيارات في الأردن ولمدة خمس سنوات من خلال ورشات تصميم السيارات والندوات والمحاضرات، مركزةً على موضوع السيارات الكهربائية.
وكانت السميرات حازت على دروع تقدير من جامعة الأميرة سمية والجامعة الأردنية ومركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية تكريما لجهودها وتميزها في مجال تصميم السيارات بالتزامن مع عملها كمشرف تسويق وخدمة العملاء لدى معارض أبو خضر للسيارات. إضافةً إلى ذلك، فريم ناشطة في مجال دعم المرأة وتمكينها في عالم تصميم السيارات فقد نشرت عدة مقالات تتناول الدور الفاعل للمرأة كمصمّمة سيارات ذات أهليةٍ وجدارة.
ونظرًا لإصرارها على الخوض بعمقٍ في هذا التخصص، آمنت سميرات بضرورة صقل معرفتها الفنيَّة ومهاراتها على أيدي مصممين محترفين وعالميين ما دفعها للالتحاق بواحدة من أعرق جامعات العالم لتصميم السيارات في تورينو، إيطاليا في نهاية عام 2018 نظرا لتعاقدها مع أكبر وأهم شركات تصميم السيارات اضافة الى وجود كادر تعليمي عريق منهم كريس بانجل الذي يشغل منصب المدير الاستراتيجي الأكاديمي والذي عمل لمدة طويلة في (بي أم دبليو وجورجيتو جوجارو الذي يعد من افضل المصممين في العالم وأكثرهم تأثيرا في عصرنا .
بالرغم من التحديات التي واجهتها مثل شح مصادر المعلومات وعدم توفر الدعم بمجالات الابتكار والتصميم إلا أنها حصدت نتائج جهودها بتخرجها بشهادة الماجستير بدرجة امتياز، كما حصلت على شهادة تقدير وتميُّز من الجامعة لكونها أول امرأة من الأردن والشرق الأوسط التي تحصل على شهادة بمثل هذا التخصص.
وحول تطلعاتها المستقبلية قالت سميرات "المستقبل يحمل في طياته الكثير من العمل والجهد وأري انني لم أنجز شيئًا بعد و وحلمي تحوّل إلى هدف وغاية وإنَّ رسالتي في المجتمع تقرأ من خلال تصميم السيارات، فهي تعد من أكثر الصناعات تأثيرًا على الفرد وعلى المجتمع مضيفة أنه عندما نرسم هيكل السيارة، نحن نرسم خطوط المستقبل ويقع على عاتقنا مسؤولية تأمين هذا المستقبل بأفضل وجوهه للأجيال اللاحقة وهذا هو إرث اليوم للغد، وما أريد، التغيير الذي له صدىً لا يزول.
ووجهت السميرات رسالتها الى الشباب الطموح والناس الذين يتسائلون ، " ويقولون "شو رح تسوي بالأردن؟" لترد عليهم أنَّ التغيير والتطور يرتبطان بالإرادة، فمن أراد التغير، عليه أن يكون مصدر هذا التغيير مؤكدة أنها وقعت مع شركة اديو بيرد في لندن اتفاقية تسعى من خلالها إلى نشر عِلم تصميم السيارات وتسليط الضوء على دور المرأة في هذا القطاع من خلال ورشات عمل حول العالم ابتداءً من عمَّان، حيث تهدف هذه الورشات إلى توسيع النطاق الفكري والتغيير في ثقافات ما زالت تجهل عالم تصميم السيارات وتعتبره حكرا على الرجال.