انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: تلك هي امريكا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/08 الساعة 16:04
حجم الخط


الكاتب : كمال زكارنة
كثيرون لم يكونوا يعرفون الوجه الحقيقي والحقيقة المرة عن الولايات المتحدة الامريكية ،التي ظلت مقصدا للباحثين عن المستقبل والحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون والمساواة وتحقيق الذات في مجالات الحياة المختلفة ،لكن لم تتذكر او لم تعرف الغالبية العظمى الوجه الاخر لهذه الولايات ،الوجه البائس ،حيث المشردين على جنبات الطرق وفي الساحات والميادين العامة والحدائق ،ومحطات النقل العام ،واحياء الفقر المدقع في كثير من الولايات التي اغلب سكانها من السود ،والجرائم التي ترتكب يوميا للحصول على وجبة طعام او شراب او حبة مخدرات او غيرها ،وغريزة القتل التي تنشأ مع الامريكي وتصبح ضمن تركيبته الجينية ،حيث نسمع بين الحين والاخر ان شخصا او طالبا او شابا امريكيا اطلق النار في الشارع او المدرسة او المول التجاري او النادي الليلي وقتل وجرح العشرات ثم انتحر، هذه الغريزة لا توجد الا في دماء الامريكيين، غريزة القتل ،فهم ينفردون بها دونا عن البشرية جمعاء ،ولا يشبههم بها الا الصهاينة لذلك هم حلفاءهم الوحيدون في هذا العالم.
دولة استمدت قوتها من الترسانة العسكرية والمال ،لا تمتثل ابدا لأي مباديء قانونية ولا انسانية، قتلت ملايين البشر في دول عديدة ،والان تقتل وتعذب ابناء جلدتها وشعبها ،فلا يكاد المخدوعين يصدقون ما يشاهدونه من اعمال وافعال عنصرية ،ضد السود ومن يتعاطف معهم من البيض وغيرهم من ذوي البشرة الحنطية او البرونزية ،في شوارع بعض المدن والولايات الامريكية ،هذه هي الصورة الحقيقية والسلوك الحقيقي للاميركيين الذين قاموا على انقاض وجثث وجماجم الهنود الحمر ،وعلى قمع وقهر وقتل الشعوب الاخرى في مختلف مناطق العالم حبا بالقتل ونهب الثروات وبسط النفوذ.

لم تعد الولايات المتحدة من النواحي الادبية والاخلاقية والانسانية مكانا صحيا وصالحا لاحتضان اهم المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية التي تنظم العلاقات والحقوق الدولية ،ويجب نقلها الى دول اكثر امنا وأمانا وعدالة وانسانية ،بعد ان اصبحت تلك الولايات تمارس العنف والعنصرية والقتل.

لقد بدأت امريكا تنسحب من المسؤولية الدولية وتحاصر نفسها منذ تولى طرامب الرئاسة في البيت الابيض ،في اعلان واضح للرغبة بالتخلي عن قيادة العالم ديمقراطيا ،وانما فرض القيادة بالحديد والنار.

لا شيء يشبه الامبريالية والعنصرية الامريكية الا الصهيونية ،خاصة ان الارهاب والقتل والجرائم ناشياء مشتركة بينهما.

تفاجأ البعض في البداية من القمع الامريكي لاحتجاجات السود وانصارهم على مقتل المواطن الاسود فلويد ،ووصفوا الادارة الامريكية بانها تشبه العالم الثالث ،على العكس فهي انحدرت دون هذا المستوى بكثير منذ عقود من الزمن ،في كوريا وفيتنام وكمبوديا والعراق وافغانستان ويوغسلافيا السابقة ولبنان وبنما وغرينادا وغيرها من الدول ،وظهرت على حقيقتها ضد شعبها،ويكفي انها ترعى الارهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني اكثر من سبعة عقود متتالية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/08 الساعة 16:04