أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

كاترينا ابو فارس تكتب: هل انتهت جائحة الكورونا.. وما العمل في المرحلة القادمة؟

مدار الساعة,مقالات مختارة,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتبت: د. كاترينا ابو فارس *

هذا هو السؤال المحير الذي يبحث عموم الناس في بلادنا عن جواب واضح له ، لاسباب عديدة تحيط بهذه القضية الكونية ، التي شغلت بال واهتمام العالم . وتركت بصماتها الكارثية ، ومنها :

تعدد الآراء حول الوباء ،التي وصلت في جزء كبير منها إلى التشكيك في اصل وطبيعة الفيروس ، وصولا إلى نظرية "المؤامرة الشريرة" ، والتي يسهل انتشارها والقبول بها ، خاصة في ظل احتداد التناقضات والصراعات السياسية والاقتصادية العالمية ؛ وكذلك غياب إستراتيجية صادرة عن الجهات الصحية العالمية ، مما ادى الى تعدد النماذج في التعامل مع الجائحة ، ما بين سياسات الإغلاق والحجر الإلزامي، وتلك التي اختارت طريق التباعد الإجتماعي الطوعي للتخفيف من سرعة انتشار الوباء ، للوصول الى المناعة المجتمعية . وقد تنوعت خيارات الدول في تعاملها مع المرض ضمن هذه الاطر الفلسفية المتباينة، حتى ان البعض ( ومنها بلادنا) اوجدت نماذج خاصة بها ، أثبتت فاعليتها في التعامل مع الوباء؛ اضافة الى الانعكاسات السلبية لاجراءات الحجر الإلزامي ،على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، وحتى النفسية ، لمختلف شرائح المجتمع ، مما ساهم في تغييرات جذرية في انماط حياة الناس ، وكذا في مفاهيمهم وسلوكهم المجتمعي.

لقد ساهمت مجمل هذه العناصر وغيرها في احتدام الجدل العالمي الذي لم يهدأ بعد على كافة المستويات العلمية والسياسية والاجتماعية حول طبيعة المرض وسبل مواجهته.

وما يهمنا في هذا السياق هو حال الجائحة هذه الساعة في بلادنا ، وهنا يمكن القول ، بأن التجربة الأردنية في مجال مكافحة الوباء كانت ناجحة واثبتت فعاليتها، واتسمت بالتفاعل السريع والإجراءات الحازمة لاحتواء المرض ، باعتبار صحة المواطن هي الأولوية، وهي التوجيهات الملكية منذ الايام الأولى لمواجهة الوباء، وصولا الى حالة "الخطورة المعتدلة"، والتي لا تعني بتاتا انتهاء الوباء ،الذي قد يعاود الإنتشار من جديد في حال التراخي وعدم الالتزام بتعليمات التباعد الإجتماعي ، واستخدام وسائل الحماية الشخصية والسلامة المجتمعية في المرحلة القادمة . وهنا لا بد من استحضار حالة ما سمي "بالموجة الثانية القاتلة" من وباء الانفلونزا الإسبانية (عام 1918 ) والتي جاءت بعد الانفتاح المجتمعي غير المنضبط، والذي اعقب فترة الحجر الإلزامي.

ان نجاح عملية إعادة تحريك عجلة الاقتصاد يتطلب حلولا ابداعية ،والبحث عن فرص استثمارية، وتطوير اليات العمل للتكيف مع الواقع ، ولدينا امكانات كامنة اكد عليها جلالة الملك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول "اللقاحات " في لندن عبر تقنية الاتصالات قبل ايام.

الدستور

مدار الساعة ـ