بدأت الحرب الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية بالتنافس على السوق العالمي بمجمله ،واستطاعت الصين ان تغطي العالم بمنتجاتها من جميع الاصناف والانواع الصناعية والغذائية والتكنولوجية وكل ما يحتاجه الانسان في حياته ،بل وفاض الانتاج الصيني عن حاجة العالم بكثير ،وخاصة ان جودة المنتج الصيني وسعره حسب الطلب الذي يحدده المستورد والمستهلك ،مما اتاح لهذا البلد العملاق التمدد والتغلغل في جميع دول العالم واكتساح الاسواق العالمية واغراقها تماما بالمنتجات الصينية التي زادت اضعافا مضاعفة عن حاجة العالم الى ان غزت الولايات المتحدة نفسها واغرقتها هي الاخرى بالمنتجات الصينية الاقل سعرا من المنتج الامريكي وتماثلها بالجودة او تقترب منها
ازدادت حدة التنافس والصراع بين العملاقين الاقتصاديين على مستوى العالم ،وحدد كل منهما اهدافه للانقضاض على الاخر والتأثير عليه اقتصاديا وسياسيا ،ومن المعروف ان التأثير والنفوذ الامريكي عالميا اقوى بكثير من نظيره الصيني ،لكن الصين حاولت وما تزال تحاول ضرب العصب للاقتصاد الامريكي من خلال اختراق معاقل النفوذ والسيطرة الامريكية الحيوية في العالم ،والوصول اليها والتمدد فيها ،وخاصة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ، في الشرق الاوسط الذي يعتبر القاعدة الامريكية الرئيسية في المنطقة والعالم اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا ،وكوريا الجنوبية في منطقة جنوب شرق اسيا التي تعتبر هي الاخرى احدى القواعد الامريكية الاستراتيجية ومن مناطق النفوذ الامريكي الحيوية، وبالفعل استطاعت الصين ان تصل الى هاتين القاعدتين والتغلغل اقتصاديا فيهما والاستثمار فيهما وبناء علاقات تجارية معهما ،الامر الذي استفز الجانب الامريكي الذي يرى في ذلك تعريضا للمصالح الاقتصادية والسياسية والامنية الامريكية لمخاطر كبيرة ،فقد تتمكن الصين من الحصول على التكنلوجيا الصناعية والعسكرية الامريكية المتطورة من خلال الكيان المحتل وكوريا الجنوبية ،والتفوق على امريكا في الحرب التجارية والاقتصادية المستعرة بينهما ،وهي الان تحاول تسديد ضربات مضادة للصين باستخدام اتهامات باطلة لهذا البلد الاقتصادي الضخم ،مثل صناعة ونشر فيروس كورونا ،واستخدام ورقة هونغ كونغ للضغط على الصين ،هونغ كونغ التي تركها الاستعمار البريطاني وجعل منها مسمار جحا يتعلق به الغرب وامريكا واستخدامه ضد الصين متى شاءوا
قد يجد العالم نفسه على مفترق طريقين ،احداهما تقود الى الصين والثانية الى امريكا والاشهر القادمة ستوضح الصورة اكثر.