بقلم بسنت زيدان
بمجتمعٍ تبلغ نسبة الخريجين به كبيرة سنوياً , يقابلها البطالة في نفس المنظور بحيث توضح لنا المؤشرات الخاصة بالعام الماضي ارتفاع نسبة البطالة إلى 19.1% في الأردن .
يقضي الطالب كتابة أحلامه على ورقة سيرته الذاتية وتوقعاته بعد 5 سنين في كل مقابلة يواجهها , حتى إذا كان الحديث عن خبراته ومهاراته نجد أنها لا تشارك المؤسسة في معاييرها المطلوبة .
محدودية الفرص التي باتت موجود بيننا تجعل الخريج وحديث العهدٍ في العمل أمام خيارين : إما البقاء في مهنة لا تشبهه وبعيده عن مجاله وطموحه , أو الاستمرار بالبحث والتدريبات غير مدفوعة الثمن , حتى يجد نفسه في المكان الذي يحلم به وذلك يتطلب منه خسارة الكثير من الوقت دون مقابل .
بعد مرور عام على تخرجي واستمراري في البحث عن عمل , أدركت تماماً أن امكانياتي أثناء التخرج لم تكن باستعداد كامل كما أظن .
حتى أنا الآن أعتقد أني أصبحت أفضل بكثير من المجالات التي تتعلق بتخصصي ودراستي .
يبدوا أن خريجين العام الماضي محظوظون نوعاً ما ؟
ولا علاقة لهم بالتعليم عن بُعد أو بالتغييرات التي جرت .
لكن بفضل الكورونا استطاعوا خريجين العام الماضي الاستفادة واستغلال أكبر قدر ممكن من الخبرة والعمل والمحاولة والتكرار لاكتساب المهارات والخبرات الأفضل, حتى نقول أصبحنا نأمل من الكورونا أن تكون سبب في جذب سوق العمل لنا كشباب , من خلال تسليط الضوء والتركيز على جهودنا الحالية وسط الأزمة التي نمر بها , أو من مبادرتنا ومساهمتنا اتجاه المجتمع في نشر الوعي والتثيقف حول ما نواجه اليوم .
بعد مرور عام على مناقشتي بامتياز , ادركت تماماً كم نحتاج الوقت لنواجه أنفسنا بأننا أفضل من أمس , وكم نحتاج لكتابة جدول وخطة عمل ليوم غد , نعم أدرك أن الظرف الحالي لم يكن بالحسبان , وأن نوعية الفرص ليست السبب الوحيد في محدودية دخول الشباب الي سوق العمل سنوياً , ولكن اليوم هو المعنى الحقيقي للبقاء للأقوى في خبرته وعطاءه اللامحدود اتجاه ما يطمح ويسعى له .
حتى الحجر المنزلي الذي أصبح جزء يومي لنا , لكن أنا الآن أقوم بتعديل سيرتي الذاتية لوضع خانة جديدة بعنوان ( انجازات الكورونا ) , لأختم قولي أن الخطأ الوحيد الذي يمكن ارتكابه الآن هو هدر الوقت الذي لم نتعلم منه شيئاً جديداً.
