أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

فايز الفايز يكتب: كي لا نربح المعركة ونخسر الحرب

مدار الساعة,مقالات مختارة,وزير الصحة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ما فعلناه كدولة خلال شهرين مضيا على تسلل الفيروس لبلدنا من الخارج، هو إننا انخرطنا في مناورات وتدريبات بالذخيرة الحية على أكثر من صعيد، فالابتداء بالإجراءات الوقائية تلتها موجة أكثر شدة من الإجراءات التي انتهت الى تطبيق قانون الدفاع، ومن دوافع الاضطرار للجوء اليه هو نشوب حرب أو انتشار وباء أو فوضى عارمة، وحمدنا الله أنه وباء،ومع مرور الأسابيع والأشهر السابقة واللاحقة على ما يبدو، فإن الواضح أننا لا نزال في مرحلة تدريب على عمليات مواجهة الخطر الذي بات ينفجر ما بين منزل وآخر وحيّ ومدينة، وهذا يدلّ على استهتارنا بحقيقة هذه الحرب.

خرج الوزراء المعنيون ببشرى تثلج الصدور، مفادها أننا كبحنا جماح الانتشار بتسجيل صفر حالة، حتى انفجرت مناسبة واحدة حصدت ما يقارب الثلاثين حالة،ومصدرها سائق شاحنة كانت نتيجة فحصه الأولي سالبة، ومع هذا يلقى باللائمة على المواطن ،أي مواطن لم يلتزم بالتعليمات، مع علمنا الأكيد أن هناك دولا أصبحت حاضنة مفتوحة للعدوى وتفشٍ واضح لمئات لآلاف الحالات يوميا منذ إٍسبوعين على الأقل، ومع هذا سمحنا للسائقين القادمين منها أن يذهبوا طلقاء لبيوتهم اعتمادا على وعيهم والتزامهم، يقابلهم آلاف من الطلبة العائدين تم اتخاذ إجراءات الحجر الصحي بتمام عددهم وفترة عدتهم الحجرية.

ولأننا لا نزال في ذروة انشغالنا باستمرار عجلة النقل والشاحنات عبر حدود الدول المجاورة، فلا بد من اختراق بشري ناقل للفيروس عبر السائقين،وهذا ما حدث، أما الحل لعدم انتقال العدوى بشرياً، فهو يستوجب منع دخول الشاحنات القاطرة إلا لساحة المناولة، وتترك المقطورة" العربة" ضمن مسافة آمان لتنقلها شاحنة أردنية يقودها سائق متعاف وخاضع للفحص المؤكد، ودون إجراءات المناولة المباشرة "باك تو باك"، وهكذا تُلزم الشاحنة القادمة من الخارج إيصال المقطورة الى المنطقة المخصصة للتبادل،وخلال دقائق تقطُر الشاحنة " العرباية" المجرورة دون تجشم أي مخاطر لتبادل العدوى

الحكومة كانت على وشك إعلان الانتصار الكبير في المعركة، متناسية أن المنتصر هو الذي يخرج من الحرب كاملة بنصر مؤزر،وهذا مقتل من لم يخض الحروب الحقيقية، حيث تأتيه القاصمة في ذروة نشوة النصر المشكوك فيه،ولهذا كان الأصل أن يكون الطاقم الوزراي من المختصين كلٌ في قطاعه، فإذا كان وزير الصحة يقود الفريق الطبي العام فلماذا تتباين المعلومات ما بينه وبين لجنة الأوبئة، والسؤال هو من هو صاحب الااختصاص في إصدار القرار، أهي الوزارة أم اللجنة أم حكومة الظل ؟

المشكلة هنا ليست بالقاطرة والمقطورة والسائق والمواطن وذمته وضميره، بل باتت مشكلة قاطرة البلد بأكملها، فهي تحتاج لمن يقودها بحنكة وخبرة وإحاطة عبر هذه المحاور التي باتت تزداد صعوبة مضطردة يوما فيوما،وعلى رأسها الاقتصاد والصحة والأمن، لذلك لا تفرحوا بالفوز بمعركة واحدة إذا ما خسرنا الحرب لا قدر الله، حينها سيكون الفيروس آخر مشكلاتنا، وهذا ما يجب على الحكومة أن تعيّ له جيدا ، فلا يحق لها التخلّي عن مسؤولياتها تجاه القطاعات والروافع التقليدية التي هي أهم الحلفاء للوصول الى ساعة النصر، والنصر لا يتحقق إلا إذا بقينا صامدين حتى صافرة الحرب. الرأي

Royal430@hotmail.com

مدار الساعة ـ