بقلم ابراهيم عجوة
في ضوء التحولات المتسارعة بمتوالية اسية، سنكون امام جوائح وعوامل غير عقلانية بالمعنى الكلاسيكي، لكنها عقلانية بالمعنى الكمومي، بتداعيات اثر الفراشة، وبمنهج الفوضى أو لنقل الشواش ومعاملاته، الذي لا يمكن فهم عالم ما بعد النظام النسبي والشواش المطلق بدونها، تماما كما عجزت فيزياء نيوتن عن تفسير الظواهر الفيزيائية الكمومية.
في ضوء عدم اليقين المرافق للشواش وتسارع التحولات فإننا نجد أنفسنا بحاجة لاستدعاء كل امكانيات التواؤم والمرونة ورشاقة الحركة التي تحول التحديات فرصا، وتحول كل طرف معيق قائم لشريك محتمل.
أخطر الانحيازات ان تجد نفسك او تضعها بوعي او بغفلة في مواجهة نظام دولي قيد التشكل الموضوعي.
فلا احد في التاريخ نجح في هزيمة العالم، لكن كثيرين في التاريخ تواءموا وتكيفوا وتبوؤا مقعدهم في النظم المتشكلة، من خلال ما اتاحته امكاناتهم في سياق الواقع.
ينجح من ينحاز لأهداف التنمية المستدامة التي تحارب المخاطر الموروثة من النظام الدولي السابق والمحتملة نتاج الثورة الصناعية الرابعة، من ينحاز لنظم تستجب للعالم الذي اصبح واحدا موضوعيا، حيث لا يمكن ان ينحكم عالم واحد بمنظومات منفصلة، وخارج منظومات امن وسياسة وقانون وتنمية واقتصاد واحدة.
ينجح من ينحاز لعالم يتميز بالشفافية ومحاربة الفساد ومحاربة الاسواق الموازية.
ينجح من ينحاز لإنسانية قادمة معولمة متعدية للحدود، وليس لقوى دولية او دون دولتية متعدية لهذه الحدود لتصدير هبل ايديولوجي قضى او وهم امبراطوري مضى.