كتب: محمود كريشان
شجرة بلوط عمرها الدهر، تتربع في ذاكرتنا، تتجذّر في ضمائرنا، تحمل في شموخها صورة وصفي التل، الذي لامست بصمات عطائه جغرافيا الوطن، بكافة تفاصيله.. وصفي الملتصق بالأرض والمرتبط بها عملا وعشقا، وهو الذي قال: من يحب الأرض، يحب الوطن، فقد كان يعمل بيده ويحرص كل الحرص ان يجلس مع العمال، يساعدهم، ينكش بفأسه اشجار بيته في الكمالية، ويقنِّب سيقانها وغصونها.. كان يرتدي (فوتيكه) الكاكي المضمخ بتراب الارض الطيبة، يمسح اول الندى عن اوراقها في ساعات الصباح الاولى، ربما ليعطي درسه ان الشخص مهما كبر منصبه وموقعه فهو عامل للارض والوطن.. لأن المنصب كان في عرفه وسيلة لخدمة الناس لا التعالي عليهم.. لذلك كان ابن الحرَّاثين اسطورة وطنية ومدرسة خالدة، في العمل والانتماء المصحوب بالانجاز.