مدار الساعة - اكد مدير الدفاع المدني العميد أنور الطراونة عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد بين مرتبات الدفاع المدني، مشيرا إلى خضوع بعض مرتبات الدفاع المدني للحجر الصحي لمدة 14 يوم احترازيا، للتأكد من سلامتهم وعدم تعرضهم للإصابة نتيجة المهام الإنسانية التي يؤدونها.
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان جهاز الدفاع المدني هو نافذة إنسانية لمديرية الأمن العام تقدم الخدمات الإنسانية للمواطنين، ضمن إطار مؤسسي، مشيرا إلى ان ما تمر به المملكة حاليا من جائحة كورونا جاء بالتزامن مع توجيه جلالة القائد الأعلى بدمج مديرية الدفاع المدني وقوات الدرك ومديرية الأمن العام، الأمر الذي ظهرت إيجابياته سريعا خصوصا في ظل الأزمة الحالية، حيث تم تسخير جميع الإمكانيات للتبادل والاشتراك في المهام والواجبات بشكل موحد، وأصبحت كل إمكانيات الأمن العام مسخرة للدفاع المدني لضمان تقديم افضل الخدمات الإنسانية للمواطنين، فضلا عن سهولة الاتصال واتخاذ القرار والتعامل السريع مع الحالات.
وأشار إلى انه منذ اليوم الأول للازمة تم تجهيز 46 فريقا خاصا للاستجابة السريعة لحالات الاشتباه او الإصابة بفيروس كورونا المستجد، موزعة على محافظات المملكة كافة، بحيث يضم كل فريق سيارة إسعاف مجهزة وطاقم إسعاف من المسعفين المؤهلين والمدربين للتعامل مع مثل هذه الحالات، وتوفير وسائل السلامة العامة لهم من افرهول وقفازات ونظارات وكمامات، ومواد تطهير لتعقيم سيارات الإسعاف أولا بأول، لتمكينهم من أداء واجبهم بكل احترافية واقتدار، إلى جانب إنشاء مركز إسناد رديف لهذه الفرق يضم 28 آلية جاهزة للعمل فورا.
وحول آلية عمل هذه الفرق، أوضح العميد الطراونة، ان مهمة هذه الفرق محصورة في التعامل مع حالات الاشتباه أو الإصابة بالفيروس والتي يتم الإبلاغ عنها من قبل الأجهزة المعنية، بحيث تقوم بنقل المرضى إلى المستشفيات المعتمدة وثم يقوم طاقم سيارة الإسعاف بالتخلص من جميع أدوات السلامة التي يرتدونها فورا داخل المستشفى، ليصار بعدها لتطهير وتعقيم الآلية بشكل مباشر.
وأضاف ان المديرية تعاملت منذ بداية الأزمة مع اكثر من 275 ألف حالة مرضية و17 ألف حالة لمرضى غسيل الكلى، مبينا ان المعدل الطبيعي لعدد الحالات اليومي كان بحدود ألف حالة يوميا، 80 بالمئة منها حالات مرضية، في حين ارتفع عدد الحالات خلال هذه الجائحة إلى 8 -10 آلاف حالة يوميا جميعها حالات إسعاف طبية، فكان للجهود والدعم اللوجستي والأدوات التي وفرتها مديرية الأمن العام اثر كبير في قيام الدفاع المدني بالواجبات المناطة به وتمكينه من ادامة العمل على مدار الساعة.
وبين العميد الطراونة ان عدد مراكز الدفاع المدني في مختلف مناطق المملكة بلغ 209 مراكز، تضم 555 آلية إسعاف للتعامل مع الحالات المرضية، إلى جانب تجهيز 210 عيادات متنقلة وهي عبارة عن سيارة إسعاف متخصصة يرافقها كادر طبي من وزارة الصحة تقوم على تقديم الخدمات الطبية في موقع الحالة دون الحاجة لنقل المريض إلى المستشفيات، إلى جانب تخصيص 480 آلية لنقل وتوصيل أدوية الأمراض المزمنة الشهرية للمرضى في منازلهم، مشيرا إلى وجود ضابط ارتباط في كل مستشفى لتامين أعادة المواطنين إلى منازلهم بعد تلقيهم العلاج.
وأضاف ان لدى المديرية خمسة فرق للتطهير والتعقيم منتشرة في الشمال والوسط والجنوب والعقبة، حيث عملت هذه الفرق على تطهير 183 موقعا في مختلف مناطق المملكة و 1195 آلية، باستخدام مواد تطهير صديقة للبيئة وبإشراف خبراء مختصين في التعامل مع هذه الأمور، كما تم مؤخرا استحداث مركزين للتطهير في مركز حدود العمري ومركز حدود الكرامة، تعمل على تطهير وتعقيم جميع الآليات التي تدخل إلى الأردن.
وحول سرعة الاستجابة للبلاغات الواردة عبر هاتف الطوارئ الموحد (911)، بين الطراونة ان وقت الاستجابة لأي بلاغ في الظروف الطبيعية لا يتعدى 8 - 9 دقائق، لكن الأزمة الحالية فرضت علينا التعامل بشكل مختلف بحيث يتم تصنيف البلاغات الواردة لمركز القيادة والسيطرة في مديرية الأمن العام حسب خطورتها ويتم إعطاء الأولوية للحالات الخطرة والحرجة، مؤكدا انه يتم التعامل مع جميع البلاغات التي ترد للمركز ولا يتم إهمال أي بلاغ، كما تم تخصيص رقم 193 للربط مع لجان الاستقصاء الوبائي في العاصمة والمحافظات لتوجيههم وتزويدهم بأي معلومة عن المصابين ومخالطيهم ممن لم يبادروا بالإبلاغ عن انفسهم. وقال ان الأزمة الحالية كشفت لنا عن حالات خاصة لم نعتد على التعامل معها، منها تامين بعض أنواع الحليب والطحين للأشخاص الذين يعانون من حساسية معينة وواجهوا صعوبة في الحصول عليها بسبب اجراءات الحظر المعمول بها في المملكة حاليا، أو نقل بعض الحيوانات الأليفة إلى العيادات البيطرية.
ونوه العميد الطراونة إلى ان مديرية الدفاع المدني مستمرة في القيام بواجبها، وفي هذا الصدد تم الانتهاء من وضع خطة التعامل مع حرائق الأعشاب التي تكثر في فصل الصيف بحيث تم إعادة توزيع الآليات التي تتعامل مع هذا النوع من الحوادث لضمان عدم انتشارها والسيطرة عليها فور حدوثها لا قدر الله.
-- (بترا)