الزعبي يكتب: الاعتماد على الذات والاشتباك الايجابي مع الازمات
كتب: قصي الزعبي
لا شك أن جائحة كورونا ألقت بضلالها على العالم بأسره سواء أكانت من الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية أم السياسية حتى العسكرية ، فشهدنا خلال الأشهر الماضية توقف حركة الملاحة الجوية وخلل في بعض الانظمة الصحية وتبادل الاتهامات بين الدول الكبرى حول الفيروس أسبابه وشح المعلومات عنه.
في الأردن، ومنذ منتصف آذار تم الاشتباك الإيجابي مع هذا الوباء الدخيل، فتم تفعيل قانون الدفاع ،وفرض الحظر الشامل ،واستقبال كل الذين في المطارات من أردنيين وزائرين ، وتم تكثيف عمل فرق الاستقصاء الوبائي ،وعزل النقاط الساخنة في المملكة،وتأمينها ومن ثم العودة التدريجية للحياة الطبيعية مع الأخذ بعين الاعتبار التغذية الراجعة من بعض المختصين ،وخصوصا لجنة الأوبئة وتقويم وتصحيح بعض التعليمات من خلال التقييم والمراجعة المستمرة.
جائحة كورونا أتاحت للأردن تدريبا عمليا على إدارة الإزمات ،إذ نجحت الدولة الأردنية بالسيطرة على هذا الوباء والحد من انتشاره، ولم يأتِ ذلك من فراغ حيث التوجيهات الملكية الواضحة، والمتابعة لأدق التفصيلات، ومن خلفه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وكوادرنا الطبية والتمريضية، ووعي الشعب الأردني الملتزم بالتعليمات ،حيث أصبح الأردن مثالا يُحتذى به.
الحكومة الأردنية عليها جهد مضاعف، وأمام فرصة حقيقية في إيجاد آليات وخطط استراتيجية واضحة المعالم في كيفية الاعتماد على الذات، وتعزيز شعار صنع في الأردن، حيث يمكننا الآن تعزيز انتاجنا المحلي ،وخصوصا مايتعلق منها بالاجهزة الطبية والصناعات الغذائية والدوائية والكيماوية وقطاع تكنولوجيا المعلومات ،ودعم قطاع الزراعة وصولا للأمن الغذائي، ودعم المشاريع الناشئة والصغيرة واستثمار الخبرات الاردنية والطاقات البشرية المبدعة ،وتمتين ودعم القطاع الصحي الحكومي ،وإيجاد خطة تسويقية متكاملة للمنتجات الأردنية في الأسواق العالمية.
لا يمكن الرجوع خطوة إلى الوراء، وما علينا سوى استشراف المستقبل وتحديد الاولويات الوطنية وتحويل التحديات والأزمات إلى فرص وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة، فنحن أمام عالم متغير متسارع الأحداث.
