انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حتى لا نخسر الرهان نهائياً

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/30 الساعة 01:01
حجم الخط

قلت في مقال سابق أن الخطر الحقيقي الذي يواجه محتمعنا هو غياب الوعي حيث كشفت طريقة تعامل الكثيرين منا مع جائحة فيروس كورونا صور كثيرة لهذا الغياب،وهو الأمر الذي سبق وأن حذرت منه عندما كتبت في بداية أزمة كورونا عبر صفحتي على موقع تويتر ما نصه: "لايجوز المراهنة كثيرا على وعي الشعب الأردني، في مواجهة فيروس كورونا حتى لا يكون ذلك مدخلا للتراخي".

لقد كان هذا الذى كتبته تحذيرا مبكرا من عواقب الإفراط بالمراهنة على وعي المقيمين على الأراضي الأردنية، وعلى مدى استجابتهم للإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة الأردنية، للوقاية من هذة الجائحة، على اعتبار أننا شعب واعٍ، دون أن يلتفت المراهنون إلى حجم التغيرات التي طرأت على مستوى الوعي والالتزام لدى أفراد المجتمع الأردني، وحجم الجهود التي بذلت لهز ثقة الأردنيين بدولتهم، مما أدى إلى فقدانهم للكثير من المزايا الإيجابية التي كانت تميزهم، وأولها الانضباط والتقيد بالقانون واحترامه، وبالتالي الاستماع إلى ما يقوله المكلفون بتنفيذه من مسؤولين في الدولة، على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات، وهو ما ظهر عكسه في الكثير من محطات الحرب على فيروس كورونا، كصور التدافع على مراكز التموين، وحجم الخروقات لحظر التجول، وغيرها من إجراءات الحكومة وقراراتها، التي هدفت إلى حماية الوطن والمواطنين، الذين أظهر الكثيرون منهم استهتارا، يدل على حجم انهيار الوعي في مجتمعنا، مما لا يجوز الرهان عليه في مواجهة الأزمات من جهة، وضرورةالعمل على إعادة بناء منظومة الوعي الوطني حماية للجميع من جهة أخرى.

إن أولى الخطوات المطلوبة لإعادة هذا البناء، هو أن نعترف بالحقائق مهما كانت مريرة، لأن ذلك هو المدخل الطبيعي والوحيد لحسن التشخيص ودقته، وهذا أول الدواء، يلي ذلك أننا ركزنا في السنوات الأخيرة على احتياجات معدة المواطن، وأهملنا بناءه الوجداني والمسلكي، بالتزامن مع تركيز الكثير من الجهات العاملة في الإقطاع الأهلي على تحريض المواطن للمطالبة بحقوقه دون الالتفات إلى واجباته،مما أحدث خللا في معادلة الحقوق والواجبات في المجتمع الأردني،وفي العلاقة بين المواطن والدولة ،وكذلك بين الفرد والمجتمع،فسيطرت روح الغنيمة وتراجعت روح العطاء والإيثار، مما نشهد صوره تطاحنا في المخابز والمتاجرة، في كل ظرف استثنائي نمر به، حتى لو كان مجرد منخفض جوي. وقد قدم سلوكنا ومازال أثناء أزمة كورونا برهانا ساطعا على هذا الحقيقة المرة.فكيف وصلنا إلى هنا ولماذا ؟ اسئله لابد من إعمال العقل فيها حتى لانخسر الرهان نهائيا...وللحديث بقية. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/30 الساعة 01:01