انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

جبارة يكتب: الارهاب الدولي وحظه الاوفر

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/28 الساعة 16:14
حجم الخط

بقلم الدكتور عبدالله ماجد جبارة

بلا شك كان لوباء كورونا تأثر واضح على جميع الصعد سواء كان سياسياً اجتماعياً واقتصادياً وصحياً ونفسياً وحتى على ظاهرة الارهاب الدولي ففايروس
كورونا مثله مثل الإرهاب، عابر للأوطان والحدود والأديان والألوان، لا يفرق بين البشر، كلهم يمكن أن يكونوا هدفاً له فهم يشكلان عدوّين لدودين للحضارة الإنسانية والبشرية، إذا لم تتّحد ضدهما، وتتخذ ما يلزم من إجراءات حاسمة للقضاء عليهما.

هذا الفيروس المستجد هو واحد من سلسلة فيروسات كورونا التي عرفها العالم مؤخراً، لكنه لم يُكتشَف بعد علاجٌ له، تماماً كالإرهاب الذي عرفه العالم خلال السنوات القليلة الماضية، والذي كان حظ الدول العربية منه وافراً من القتل والتدمير ، إنه أيضاً سلسلة من المنظمات الإرهابية المعادية للبشرية، وتحمل مسميات مختلفة، مثل
"داعش" و"جبهة النصرة" و "بوكو حرام" في افريقيا ، و«دولة الخلافة في بلاد المغرب العربي»وغيرها من المسميات المشابهة، لكنها كلها محملة بفيروس القتل والإبادة وكراهية الإنسانية.
الإرهاب، وفيروس كورونا وغيره من الفيروسات، تتشابه في الانتشار ونقل عدوى الموت والخوف إلى مدى بعيد، مما يستدعي المسارعة إلى تكثيف الجهود العالمية لمواجهة هذه الفيروسات الخبيثة، واقتلاعها من جذورها قبل أن تستفحل وتتحول إلى وباء قاتل.
من المضحك والمبكي في أن واحد و منذ بداية اشتعال فتيل الازمة صرحت "داعش" بأنها ستعلق كافة نشاطاتها الارهابية في نظر العالم والجهادية بنظرهم وذلك بتعليقها في مناطق أوروبا,, في الحقيقة و من المنظور الامني عملت الكوادر الامنية والشرطية في شتى بقاع دول العالم على تنظيم الحياة و أمور الحجر و تعزيز مفهو التباعد الاجتماعي لما له أثر في حصر الوباء و أثرث بشكل كبير على تقليل ظاهرة الارهاب و الاعمال الارهابية , لكن وفي نفس الوقت كما رأينا ما حدث في مصر قبل أقل من أسبوع من حادثة التفجير والتى راح ضحيتها العديد من القتلى في ظل حظر التجول المفروض في مصر فهذا يعني أن الارهاب لا يوجد له نمطية معينه و يكون نشاطه فاعلاً ان وجد منفذ أو ثغرة و الوقت المناسب لتنفيذ أي عمل ارهابي أو اي نشاط اجرامي.

بالتزامن مع جائحة كورونا ارى أن الارهاب تقوقع , أي بمعنى ان التواصل الدولي والتنسيق بين التنظيمات والجماعات الارهابية في مختلف دول العالم قد قل, فبالنهاية ان الجماعات الارهابية هم افراد مواطنين ثأثروا صحياً ونفسياً بسبب هذه الجائحة فهذا العامل يعمل على تقليل النشاط الارهابي على الصعيد الاقليمي الممتد و انما يحصره محلياً في الدول نفسها اي على المدى الضيق.

ان وجود التعزيزات الامنية في الاردن على الخصوص و دول العالم على العموم عملت على اهماد عزيمة الارهابيين على افتعال الجرائم الارهابية و ذلك بسبب دور الاجهزة الامنية و الكوادر الحكومية و انشغالها بهذه الجائحة وذلك لتحقيق الامن الصحي المجتمعي و الذي يأتي حالياً بالدرجة الاولى مما يقلل من ملاحقة السلطات للارهابيين و هذا ما يحدث خمول لدى الفرد الارهابي والجماعات الارهابية.

كما و انه ثأثر الارهاب الدولي بقضية التمويل لهذه التنظيمات و الجماعات , لانه التمويل لهذه الجماعات يأتي من دول متعددة ففي معظم البلدان توقفت العمليات البنكية كما وأيضاً اصبحت هذه الدول الممولة للارهاب عاجزة عن تمويل الارهاب حالياً لان تمويلها سينصب في القطاع الصحي و الخدمي و الاقتصادي مما أدى الى تجفيف الينابيع الممولة للارهاب مما ينعكس ايجاباً للدول كافة وذلك بفتور نشاطات الارهاب و سيادة الهدوء النسبي لهذه التنظيمات.

أتوقع بأن الهدوء الاني التي تتمتع به الجماعات الارهابية الاسلامية هو لانه و بأعتقادهم أن وباء و فايروس كورونا ما هو الا و عقاب ديني رباني من الله لدول العالم أجمع التي وبأعتقادهم انهم دول كافرة سادها الفسق و الكفر فهم الان هدوءهم ما هو الا انصات لعقاب الله بهذه الدول.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/28 الساعة 16:14