بقلم: القاضي الدكتور عمار الحنيفات
أعلمُ يا معشوقتي (عمَّان ) بأنّك تصرخين بروحٍ غاضبةٍ، بقولك: لم ترحموني وخانني... بعض العاشقين .. إلّا الصادقين الذين جاؤوا ليمدّوني بالحياة ....
هُناك شبهُ إجماعٍ لدى الأُسرة الأردنية بأنّ الحكومةَ بكافةِ أجهزتها قادت أزمة كورونا بكُلّ اقتدار، كما لم يشهد العالم قيام أيّ زعيمٍ يخرُج بخطابٍ لشعبهِ سوى جلالة الملك، ولم يتبرّع أيّ قائدٍ لنجدة وطنهِ سواه.
لعلّكم لا تقرأون بأنّ أغنى دول العالم أخذت تُنادي بتطبيق "" نظرية مناعة القطيع"" والتي اعتبرت الحكومة الأردنية بأنّ تطبيقها مُنافياً للأخلاق. وهل يعلم الجميع بأنّ المادة 6/2من الدستور الأردني تعتبرُ بأنّ الدفاعَ عن الوطنِ وأرضهِ ووحدة شعبهِ والحفاظ على السلمِ الاجتماعي واجبٌ مقدّسٌ على كل أردني. فأين نحنُ من الوقوف مع الوطن!!!!!!
عمَّان تُناديكم وتقول لكم : إذا قصّرتُ بحقكُم فلأجلكُم غيّرتُ كُلّ شيء فلماذا لم تغفروا لي؟ فمن يُحِبُّ يقدرُ دائماً على الغُفران؟ حقيقةً أنتم لم تعرفون الحُبّ يا ذوي العشق القاسي، ظالمون أنتم، ولم يُرضِكم إلّا أنْ أموتَ عطشاً....
صدّقوني ستُناديكم عشقكُم (عمَّان ) بأنّها أبصرَت كُلَّ شيءٍ وتقولُ لكُم:: بأنّها لنْ تحزن فهي مانحُ الثمرات التي لأجلها نزَفَ الجميع الدماء، تقولُ لكُم لن أموتَ بالمجّان فقد عبرَت الأحلامُ القديمة من جسدي لأتنفس الحياة، ولن تذهبُ مواجِعي هدراً ...ألم يكفيكم بأنني أهديتكم وطناً تسكنون به بلا خوفٍ، وقيادةً من نسلٍ هاشمي (بملكٍ وأمير)، (وبملكةٍ ملَكَت القلوبَ قبلَ العُقول)، ومن أسرةٍ هاشمية من سُلالة النبي (ص)... فوقَ كُلّ ذلك هل من مُجيبٍ. وإن كان!! فأخبروا معشوقتكم (عمَّان ) بأنّكم مستعدون للفداء.
وإنْ لم يكُن هُناك من مُجيبٍ فمعشوقتكم (عمَّان) تقول لكُلّ واحدٍ لم يعشقها: سأبقى أكبر، وستبقى جذوري تضربُ في الأرض البعيدة ولكن لم يحِنْ وقت الحصاد، فالحياةُ مُستمرة، والغيومُ تنتظرُ زوالَ المساء، وسيأتي الصُبحُ وسيهطُل المطر.