انا من المؤمنين بأن هناك حملة ممنهجة تستهدف الأردن، لزعزعة الثقة به كدولة، عبر إثارة الشكوك بمؤسساته وبمن يديرها، وهما من رموز الدولة، والتشكيك بهما تشكيك بالدولة وهز لثقه الشعب الأردني بدولته لاضعافها
إما إنها ممنهجة فلاستمراريتها، ولكثافتها، ولمواقيتها، ولتنوع اساليبها مع وحدة موضعها وهو السخرية من الأردنيين عن طريق النكته والسعي لهز ثقتهم بدولتهم ومؤسساتها.بمضامين متنوعة
لهذه الحملة المنهجة أسباب كثيرة، لها علاقة بالتسويات التي تعد للمنطقة ومحاولات تمرير حلول مرفوضة من قبل الأردن،لأن جزءاً من هذة الحلول سيتم على حسابه، وجزءاً آخر على حساب اشقائه الفلسطينيين، لذلك تنوعت سيناريوهات تحقيق هذا الهدف،
فكان منها ما هو معلن ومحسوس، كالحصار الاقتصادي والضغوط السياسية، وغير ذلك من أساليب مادية، ومنها ما هو خفي، تقف خلفه عقليات شريرة، تضع سيناريوهات تدمير ناعم يتلقفها في أحسن الأحوال ساذج لا يقدر خطورة ما ينقله، مثلما يتلقاها جاهل او حاسد أو حاقد ينفس عن ضغائنه، أو عدو للنجاح، لذلك نلاحظ إن الإشاعات تنشط في مجتمعنا كلما حقق بلدنا إنجازا، كما يحدث في هذه الايام، ففي ذروة التفاف الأردنيين حول دولتهم ونجاحاتها في مواجهة جائحة كورونا نشطت ماكنة الإشاعات بهدف تخذيل الأردنيين، ونشر الشك والإحباط والهلع بينهم من جهة، واشغال دولتهم عن مواصلة نجاحاتها، والتفرغ لطمأنة الناس، وللدفاع عن نفسها أمامهم، مما يفقدنا جميعا فرحة الأنجاز ويعيدنا إلى مربع فقدان الثقة، ممايؤكد المنهجية التي نتحدث عنهاوارتباطها بمواقيت.
تأخذ السيناريوهات الخفية لإضعاف الأردن عبر هز الثقه به، اشكالا مختلفة، اولها بث انواع مختلفه من الأكاذيب والأضاليل، على شكل إشاعات، يختلط فيها الحابل بالنابل، وكلها تنال من نزاهة وشرف معظم، المسؤولين بالدولة،وتضعهم في خانة الاتهام بحيث يظل المسؤول خائفا مترددا من اتخاذ القرار المناسب،وهذا امر خطير لإنه يبطء الإنجاز، والاخطر منه المس بأعراض الناس، بعد المس بنزاهتهم ، في إطار مخطط تدمير كل مكونات الدولة والمجتمع،و التشكيك بقدرات الدولة على رعاية مواطنيها، بالإضافة إلى تدمير منظومة القيم والأخلاق.
ومثلما تتنوع سيناريوهات الإشاعة، كذلك تتنوع سواتر مروجيها، فيصير الحوار وحرية الرأي مدخلا لإثارة أسئلة التشكيك ونشر الإحباط، ويصير النقد سلاحا لاغتيال الشخصية، ويصير مفهوم الشفافية بإن تناقش الحكومة قراراتها على رصيف الشارع، وتتخذها في المقهى، ويصير الابتزاز ممارسة مقبولة، لكن الغير مقبول هو أن يتم السكوت على ذلك كله، خاصة ونحن نواجه جائحة خطيرة.