انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

القرعان يكتب: الهبوط كنهاية سعيدة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/20 الساعة 14:38
حجم الخط

د محمد كامل القرعان

لم تكن (كورونا )هي الجائحة الوحيدة في تاريخ البشرية التي أمتحنت قدرات الدول وصمودها، وما رافق تلك الازمة من توقعات وتحليلات أمر مبالغ فيه.

الأهم في هذه المرحلة العالمية التي تسير به اقتصاديات الدول بعربات الدفع الرباعي، الوصول الى نهاية سعيدة ؛ فالأزمة ليست سهلة وقد تحمل نتائج أضخم بكثير مما كان يتوقعه أكثر الافراد تشاؤما على الاقتصاد العالمي والمحلي جزء منه.

ولذلك، فإن من يراقب بشدة تفاصيل جهود كل دولة وقدرتها على احتواء الازمة وآثارها الاقتصادية والتعليمية والتجارية، يفترض تلك التوقعات.

ما يتطلب وضع خارطة فاعلة للأنشطة الاقتصادية وتسير الاعمال عبر البوابات الالكترونية، والقدرة على المضي خلال الأزمة بما يقلل من الآثار المالية، وتجنب النتائج غير الصحية.

وتحاول كثيرا من الدول ذات الاقتصاد العملاق السباق مع الزمن، في قياس أثر الأزمة على جميع مناحي الحياة ، واتخاذ جميع السيناريوهات للتخفيف من التبعات الاقتصادية ، والمشي بخطى ثابتة وواثقة لاستعادة أنشطتها المعتادة واستدامة النمو ؛ اذا ما افترض استمرار (الازمة) وهو امر حتمي ما لم يتم الوصول الى ( لقاح ) أو علاج لهذا المرض.

لذلك فإن التحدي امام الحكومات لا يقف عند الجانب الصحي فقط بل تقييم شامل لقدرتها في إدارة الأزمة ، ومدى الوعي في المجتمع في فهم واستيعاب تلك التعليمات والتقيد بموجبها واتخاذ الاحتياطات للحد من تشكل بؤر انتشار للوباء؛ اذا ما قدر انتهاء الازمة بانتهاء المرض .

ومن الاهمية عدم المبالغة في رسم صورة تشاؤمية للمستقبل ؛فلن يتحول العالم بلحظة إلى العمل من المنزل مثلا ، لكن وسائل الترفيه والخدمات والسياحة وقضاء الحاجات من خلال وسائل التقنية الالكترونية ستكون لها فرصة أكبر في النمو ، وهنا يتمثل قدرة الحكومات والجهات المعنية بالازمة ، في اتخاذ الادوات والطرق الكفيلة للتعامل مع الاسوء ، والخروج باقل الخسائر البشرية والصحية والاقتصادية.

وهنا يبرز أهمية ما اتخذه الاردن لمواجهة الجائحة من إجراءات وتدابير مالية، وما قدمته من حلول أكثر سرعة وفاعلية وفي فترة قصيرة ، ورعاية حلقة التكافل الاجتماعي ، وحفز الانشطة الاقتصادية المتعددة ، والحد من الآثار الاجتماعية ومن حالات الإفلاس أو الأضرار لبعض القطاعات الفتية.

وقد عمل الاردن على هذه المعايير للوصول إلى نتائج اقتصادية تدل على قدرته على إدارة هذه الأزمة بكفاءة واستدامة الخدمات الحكومية والخاصة التي لا يوجد حاجة إلى توقفها.

فالقضية تحقيق النجاح في النهاية ، وان هذه الازمة ستزول - بإذن الله تعالى - ، لكن ينبغي ألا يكون هناك تشاؤم أو وهم أو افتعال أو توقع لتغيير جذري في جميع مناحي الحياة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/20 الساعة 14:38