انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزبون يكتب: الوجه الآخر للكورونا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/18 الساعة 00:31
حجم الخط

* بقلم اسامه محمد احمد الزبون

كشف فيروس كورونا عن غفلة عدد من الشعوب والدول عن التعامل مع الوباء وادراك حجم الكارثة حتى أصبحت ايطاليا أهم الدول المصدرة للفيروس ليس فقط الى أوروبا وانما كذلك إلى روسيا..

ولكن ماذا عن الآثار الاجتماعية لفيروس كورونا؟

مما لا شك فيه أن الكثير من المسؤولين والعقلاء لا يرون في الكورونا مجرد أزمة صحية فحسب، بل هي أزمة إنسانية على جميع المستويات حيث سينتج عنها تداعيات اقتصادية فهذه الأزمة (أزمة إنسان، أزمة مواطن، أزمة معيشة مواطن)
وان كان الاقتصاد يقوم أساسا على المواطن - الفرد العامل . فأين الحل إذن؟

وكأن الجواب في الأغلب يدور حول الاستثمار في المواطن في معيشته في رفاهيته .

وحول التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد فالبعض يرى التداعيات الاقتصادية ستكون أسوأ من أزمة الكساد الكبير .

فقد حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي من أن أزمة فيروس كورونا ستحول النمو الاقتصادي العالمي الى (دور سلبي بشكل حاد )خلال العام الجاري وان الاسواق الناشئة والدول النامية ستكون الأكثر تضرراً مما يتطلب مساعدات خارجية تقدر بمئات المليارات من الدولارات

حيث أوضحت (منظمة العمل الدولية ) أن هذا الوباء يمثل أشد أزمة منذ الحرب العالميه الثانية.

وأن من المتوقع أن يؤدي تفشي المرض إلى الغاء 6,7 بالمئة من ساعات العمل في جميع أنحاء العالم خلال الربع الثاني من عام 2020

لقد أدخل فيروس كورونا العالم في أزمه عالميه ودائرة خطر غير مسبوقة في العلاقات الدولية (المالية ،الجغرافية ،السياسية )

كما تداخل هذا الوباء مع تصدير الايدولوجيات كما في تسعير النفط لقد افقدنا هذا الوباء الثقة والمنطق حيث تأثرت العلاقات الثنائية بين اكبر الدول واهمها .

فهل يعقل أن يتخذ الرئيس الامريكي ترامب قرارا بمنع السفر من والى أوروبا عدا بريطانيا .

لذا يجب أن تتوارى مفاهيم الوحدة والانعزالية والريادة والنسق ، فالعولمة العلاجية اصبحت لا مناحى منها في زمن هذا الوباء الذي وضع أمام الكون المعنى الملموس للعالم فغابت الخصوصيات واختفت المصالح الفردية فالخطر واحد والعدو يهدد الجميع فلماذا الفرقة والتباعد ؟

هذه الأزمة تتطلب التضامن من الجميع ، تضامن بين المواطنين داخل الدوله وتضامن بين الدول وبعضها البعض ويجب على الدول مستقبلًا الاستثمار بالبحث العلمي اكثر استثمارها في السلاح فقد برهن هذا الفايروس على انه اقوى من جميع المنظومات للترسانات العسكرية.

ومع هذا وذاك تبقى اسئلة عديدة تلوح في الافق

فهل من الممكن اختفاء قوة اقتصادية وظهور قوة جديدة ؟ وهل هذا الوباء فضح الأنظمة الفاسدة والمتغطرسه ؟ وهل يستطيع العالم الثالث ان يحتل مكانة مرموقة في المجتمع الدولي لتحل محلها مفاهيم جديدة أكثر تعبيرا عن تلك المرحلة الراهنة مستقبلا؟

ام أن هذا الوباء سيعمل على تتغير سلوكيات الشعوب وتنحدر الأخلاقيات إبان هذا الوباء؟

* باحث وطالب دكتوراه في الفكر السياسي
كليه الاقتصاد والعلوم السياسية
جامعه القاهرة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/18 الساعة 00:31