القماز يكتب: رَاحِن قِرْيشاتنا يا كُورُونا
بقلم: طارق القماز
إلى الامبراطور العظيم "كوفيد التاسع عشر" المبجل الله لا يصبحك ولا يمسيك بخير
أبصم لك وأنادي بالفم المليان بأنك إمبراطور ذو جبروت قمت بكامل واجباتك ومسؤولياتك على اكمل وجه ، فلقد حان وقت مغادرتك ايها الامبراطور، تلقينا وتعلمنا درساً رائعاً جداً لقد اصبحنا في حيرة من امرنا اصبحنا مدينين ولافسرها لك "كل من أخذ فهو مدين"
ايها الامبراطور كوفيد التاسع عشر قمنا بخلع جميع بلاطات المنزل وحتى أوضح لك ذلك "هذا مثل متداول بيننا " لقد "طلعنا اللي تحت البلاطة" وهناك اناس لايوجد عندها بلاط سوى قوت عملهم اليومي واّخرون استنفذوا جميع مدخراتهم واّخرون لجأوا الى الاقساط الموجودة لديهم لسداد ديونهم واّخرون واّخرون.
ايها الامبراطور كوفيد التاسع عشر نعترف أنك علمتنا معاني النظافة ولبس الكمامات والقفازات، رغم ترديدنا منذ الصغر "النظافة من الايمان" ، علمتنا معنى الاكل المنزلي والعادات والاكلات القديمة وكيفية تطبيقها في منازلنا ، علمتنا ماهي فوائد الرياضة والمشي بعد الاكل، سيطرت على ارزاق اصحاب الدخل المحدود، دخلت منازلنا من اوسع ابوابها لتحرمنا تقبيل ايادي والدينا ، دمرت علاقتنا مع امواتنا عند دفنهم وتقديم واجب العزاء لهم لتصبح على وسائل الاتصال الاجتماعي ، دمرت علاقتنا مع مرضانا وحرمتنا زيارتهم ، افسدت علاقاتنا مع معلمينا وحضور الطابور الصباحي ، تسللت دون استئذان على اقتصادنا لتعيث به فساداً لكنه قوي بمليكنا المفدى وولي عهده الامير المحبوب.
ايها الامبراطور كوفيد التاسع عشر نقدم لك هذه الرسالة المتواضعة لانه وجب علينا ان نقوم بإيصال هذه الرسالة لك لاتحاول ان تكمل كل مايجول بخاطرك من سوء نية فلقد سحقت الاخضر واليابس ،افلا تريد ان تخجل من نفسك وأنت تعلم جيدا ان الجميع يقوم بمحاربتك وسيكسرون شوكتك ، الا تعلم اننا نقوم بمطاردتك بأطبائنا وجيشنا العربي وحكومتنا لنقضي عليك، الا تعلم بأننا سندحرك ونخرجك مطأطئ الرأس من وطننا الغالي.
ايها الامبراطور كوفيد التاسع عشر قد لجأت بقوتك التي تتباهى بها في دول عديدة وكبرى، تسللت إلينا لتضع المرضى وتنشر الرعب وتدق ناقوس الخطر في بلادنا، ومازلت تحاول بقوتك العظمى لتسيطر علينا لكن هذا بعيد عنك وعن قوتك اللتي ستهزمك لامحالة تدري لماذا ؟؟
لان هناك مواطناً يحب وطنه اسمه "اردني" ووطناً قوياً اسمه "الاردن" سيبقى يحاربك في كل مكان الى حين خروجك بلا عودة.
بِالنِهاية " رَاحِن قِرْيشاتنا ياكُورُنا"
