جاءت أزمة فيروس كورونا كفرصة لفرز الناس وبيان معادنهم،ليميز الخبيث من الطيب،والمواطن المنتمي من عابر السبيل،والملتزم من المتفلت،والمتحضر من المتخلف،والمعطاء من البخيل،وهذه كانت أوضحها وأكثرها تميزا وتمايزا،ففي الوقت الذي حلق فيه منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى ذرى العطاء والتضحية،تهاوى جل أصحاب المال إلى قيعان سحيقة ولاذوا بشعاب البخل واختفوا في جحور الشح،بل أن بعضهم لم يكتفي ببخله وشحه، فصار يندب تدني أرباحه،فعلى نواحه وندبه مطالبا الدولة بتعويضه وإيجاد سبل لذلك،فوق كل الذي قدمته الدولة من تسهيلات، شملت إعفاءات وتخفيضات و جدولة للكثير من الرسوم والضرائب والقروض، إضافة إلى ما قدمه البنك المركزي الأردني من تسهيلات وحوافز،ومع ذلك لم يخجل الكثيرون من الأغنياء،فيهبوا للمساهمةمع الوطن ببعض مالهم الذي حصدوه من خيرات هذا الوطن وأسواقه، وهم يرون موظفين بل فقراء يتدافعون للتبرع ،رغم قلة ذات اليد، بل لم يخجل هؤلاء وهم يرون أهلنا وأخوتنا من أبناء العراق الشقيق يتسابقون للتبرع للأردن، فامتاز أبناء العراق المقيمين بين ظهرانينا على الكثيرين ممن احتضنهم هذا البلد فلم نرى اونسمع عن تبرعات قدمها أبناء عائلات سيطرت على أسواق الاردن التجارية ،ولا أبناء عائلات حصلت على وكالات تجارية عالمية باسم الاردن ، الذي مكن لهم وحولهم إلى أصحاب رأس مال،حتى إذا جد الجد أداروا له ظهر المجن، بينما حركت دماء العروبة و نخوتها بوصلة أبناء العراق، فتمايز موقفهم مع أهلهم الأردنيين أثناء هذه الأزمة،التي ساهمت بحماية ظهرنا خلالها الإدارة الحصيفة لصندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي التي جاءت النسبة الأعظم من التبرعات من الشركات التي يساهم بها الصندوق.
عندما تمايز العراقيون
مدار الساعة ـ
حجم الخط