خصصنا في جماعة عمان لحورات المستقبل أربع ساعات يوميا، طيلة أزمة فيروس كورونا للحوار عن بعد بين أعضاء الجماعة، حول تداعيات هذه الأزمة على بلدنا، والدروس المستفادة منها، وما الذي يمكننا أن نقدمه لوطننا.
أحد هذه الحورات خصصت لمناقشة دور الإعلام الأردني التقليدي،خلال الأزمة بعيدا عن وسائل التواصل الحديثة.
قادنا الحوار إلى جملة معطيات يمكن البناء عليها، أولها الدور المركزي والمؤثر الذي لعبه وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة أمجد العضايلة، من حيث حرفية الأداء بهدوء نابع من ثقة بالنفس، انعكست ثقه بينه وبين المتلقين، وبالتالي ثقة بالدولة وما يصدر عنها،و بذلك صنع الوزير العضايلة فرقا بين مرحلتين في تاريخ الإعلام الأردني، ماقبل ومابعد أزمة فيروس كورونا، وأعادنا إلى أيامه الخوالي،يوم كان إعلام دولة قادر على إيصال رسالتها وبيان موقفها.
وعلى ذكر الصحافة، فإنه لا بد من الإشادة بالدور الذي لعبته الصحافة الأردنية الورقية، التي سارعت بالتكيف مع احتياجات حسن التعامل مع الأزمة، فحافظت على صدورها إلكترونيا، ناقلة رسائل الدولة، أمينة على سلامة وطنها ،رغم ضيق ذات يدها، الأمر الذي يوجب إعادة النظر في واقع صحافتنا لتقويتها ،باعتبارها مع سائر وسائل الإعلام من مكونات القوة الناعمة للدولة ،وهذة نقطة تحتاج إلى حديث طويل.
خلاصة القول :إن الإعلام الرسمي الأردني المرئي والمسموع والمقروء استعاد الكثير من ذاته في هذه الأزمة، فتصدر الإعلاميون المحترفون العاملون به المشهد ،وأغلقوا الأبواب إلى درجة كبيرة أمام الإشاعات، وأمام إعلام الفبركة والابتزاز ،مما يمكن البناء عليه في الأيام المقبلة.