مدار الساعة - كتب: أ.د.أحمد إبراهيم العدوان
برقيات عاشق
البرقية الأولى: إلى المقام السامي؛
تفيدك منّا المهج والأرواح يا سليل الدوحة الهاشمية.. يا نبع الأمان والاطمئنان -بعد الله- لكل نشمي و نشمية.. ((يا صاحب التاج روحي تفتدي التاجا ما زلتَ رغم ظلام الليل وهّاجا... فاعبر بنا البر إنّا سوف نعبره ... واعبر بنا البحر نغدو فيه أمواجا))*
نعم يا سبط رسول الله نحن خلفك وعلى يمينك ، فلطالما عبرت بنا المحن والشدائد بإيمان صادق بالله عز وجل و أوصلتنا بر الأمان رغم الأمواج المتلاطمة التي ضربت وطننا الحبيب من العدو والصديق، لم تحنِ هامتك إلا لله وحده و لم يحنِ الأردنيون هاماتهم معك، و تجرعنا الصبر حتى لا يشمت بنا حاقد أو حسود. سرت بنا إلى الأمام و لم تلِن لك قناة و لم تضعف لك عزيمة ، فهل سيهزمنا مرض وحالنا كذلك؟ لا واللهِ يا سيدي ، فهذا الوطن من أكناف بيتِ المقدس، وهذا الوطن وطن الأنبياء والصحابة والشهداء، وهذا الوطن فتح أبوابه لكل ملهوف و مستجير على مر السنين ، فكيف يُهزم وطن هذا حاله؟
كل زعماء العالم وقادته يا سيدي عزلوا أنفسهم خلف الجدران العالية واكتفوا بتوجيه الأوامر والتعليمات، إلا أنت، فقد رأيناك تجول بين أبنائك وبناتك، تتفقد خبزهم وماءهم ودواءهم، يصحبك ولي عهدك الأمين في رسالة إلى الأردنيين وللعالم أجمع، أني نذرته لكم كما نذرني جده الحسين لكم، و أن ابني ليس أغلى منكم وهو منكم و معكم يحمل بين يديه المساعدات ، لتصل إلى فقراء الوطن معطرة بالعز والكرامة
فقل لي بربك سيدي هل فعلها زعيم أو قائد في كل أصقاع المعمورة غيرك؟!
يا أبا الحسين لن يهزمنا هذا المرض بإذن الله، لأنك حادي الركاب وربان السفينة، ولأنك تصل الليل بالنهار للإشراف على عمل مؤسسات الدولة التي أثبتت أنها في عهدك وفي ظل حكمك الرشيد وتوجيهاتك السديدة دولة مؤسسات حصدت إعجاب القاصي والداني، وصارت أنموذجاً لكل الدول المتقدمة منها وغير المتقدمة، وأضحت حديث وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية.
يزهو يا سيدي شعار الجيش فوق مفرق وجهك الحبيب، وفوق هامات أبنائك من القوات المسلحة الباسلة، والأمن العام، والأجهزة الأمنية، و قد أثبتوا للعالم بأنهم تخرجوا من مدرسة أبي الحسين رفيق دربهم و قائدهم الأعلى، فنشروا عبق الأمن والطمأنينة، ووقفوا وقفة الأسود الضارية في مواجهة هذا المرض، وسهروا سهرة الحارس الأمين لتنفيذ الإجراءات التي تحمي الوطن وأهله، كما وقفوا سابقاً ودائماً في وجه كل الأخطار التي واجهت الوطن الحبيب، فامنحني الإذن يا سيدي أن أطبع قبلة الوفاء والاعتراف بالجميل على جبهتك الوضاءة ، وعلى جبهات إخوانك النشامى أصحاب الوجوه السمر والسواعد القوية.
وامنحني الإذن يا سيدي كي أتقدم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الأردنيين جميعاً بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لمقامك السامي، ولكل النشامى والنشميات في كل مؤسسات الدولة العسكرية منها والمدنية على جهودهم الجبارة في مواجهة هذا الوباء وبذل أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن وأهله ، فقد تعلمنا من جدك المصطفى -صلى الله عليه و سلم- "أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
سر يا راعي الهذلة ، نفديك بكل غالٍ وثمين، ونحن على يمينك حتى يزول الخطب وتشرق شمس الأردن وينجينا العزيز الحكيم من هذا الوباء ونعود إلى ميادين العمل والعطاء، ليصبح الأردن كما كان دائماً الأبهى والأجمل بين الأوطان، وأبشر سيدي فكلنا جنود ننتظر إشارتك لتقديم أرواحنا فداءاً لوطننا الحبيب وقيادته الهاشمية وشعبه الوفي.
قال تعالى:(كذلك يضرب الله الحق والباطل * فأماالزبد فيذهب جفاءاً * وأما ما ينفع الناس فيمكن في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)
صدق الله العظيم.
* للراحل الكبير حبيب الزيود
* جامعة البلقاء التطبيقية