* بقلم مازن عبدالسلام الزيودي
لا أزال أذكر تفاصيل تلك المكالمة التي وردتني من موظفة السفارة الاردنية في كندا بينما كنت جالسا أتابع الأخبار آخر المستجدات في العالم حول هذا الزائر الثقيل ( فيروس كورونا ) وأفكر مالذي حصل بالعالم وكيف وصلنا إلى هذه الحال المحزنة والأوضاع الصعبة , لقد جرفني التفكير نحو مالذي سأفعله , لقد قطعت شوطا لا مجال للتراجع فيه , مكوثي في كندا لم يكن يوما أو أسبوعا لقد كان منذ 8 أشهر , وشارفت على الإنتهاء من سنة اللغة , عندما عزمت على السفر إلى كندا والعيش في بيئة جديدة غريبة كنت حازما في قراري وأنه لا عودة وتراجع إلا عندما أحقق ذاتي وأصل للهدف الذي يرضي طموحي كشاب في 19 من عمره , حتى وأن قررت النزول إلى الاردن لفترة قصيرة بينما تنتهي هذه الأزمة المريرة ولكن يبدو أن الأوضاع في الأردن قد تطور أمر آخر غير من مسار خططي بسبب إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية .
وبينما كنت أبحر في أفكاري جذبني صوت هاتفي بمكالمة وكان الرقم مسجل بإسم السفارة الأردنية في كندا حيث تحركت الدماء في عروقي وزادني أكثر عندما بادرتني المتصلة بقولها ( معك السفارة الأردنية نحتاج إالى تحديث قاعدة البيانات الخاصة بالطلبة الأردنيين في كندا من أجل سرعة التواصل و الإستجابة وتقديم المساعدة اللازمة في أزمة كورونا ومن أجل تزويدك بأدوات الوقاية من الفيروس متمثلة بالكمامات الواقية والمعقمات مجانا على حساب السفارة , إذا كنت تواجه أي مشكلة أو تحتاج إلى مساعدة لا تتردد في التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني أو الخط الساخن للسفارة متمنين منك أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر للبقاء بخير نشكر لك حسن تعاونك ) بعد إنتهاء هذه المكالمة شعرت أنني حقا لا زلت في الأردن رغم غربتي .
ولكن ما زاد من شعوري بالأمان والفخر هو مكالمة سعادة السفير الأردني ماجد القطارنة للإطمئنان علي إذا كنت أواجه أي مشكلة أو أحتاج أي مساعدة , وأبلغني عن إنشاء مجموعة على تطبيق الواتس أب لجميع الطلبة الأردنيين في كندا بمثابة خط طوارئ , طالبا عدم التردد في طلب المساعدة في أي وقت .
عند إنتهاء هذه المكالمة الثانية في نفس اليوم أنا حقا بالأمان والفرح وأنني أعيش في بلدي, لم تسفعني الكلمات في قول كلمة الحق فيكم .
فلكم جزيل الشكر وعظيم الأمتنان على الجهود والمساعي الطيبة التي قمتم بها لأجل مساعدة أبناء الجالية الأردنية في كندا أدامكم الله لنا سندا وسدد الله خطاكم وجزاكم كل خير في جميع مساعيكم لخدمة أخوانكم في الغربة في ظل توجيهات مليكنا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه
* جامعة فانشوا - تورنتو كندا