كتب: بسام محمد سلامة الحويان
في الوقت الذي تلكأت به عدد من الدول العظمى في اتخاذ قرارات جريئة وسن إجراءات عملية للاضطلاع بمسؤوليتها وحماية شعوبها من فيروس كورونا المستجد – كوفيد -19، بادر جلالة الملك المعظم (حفظه الله ورعاه) بالدعوة الى عقد اجتماعات مع الجهات الرسمية المعنية والقيام بزيارات ميدانية وتوجيه أجهزة الدولة المختلفة لاتخاذ تدابير من شأنها الحفاظ على امن وسلامة المواطن الأردني في مواجهة الوباء المستجد، مدركاً جلالة القائد ان هذا الوباء يهدد البشرية برمتها ولا حدود جغرافية له، فتصدر المشهد واوعز بإعلان حالة الطوارئ ورفع الجاهزية لمحاصرة أي انتشار للوباء للحيلولة دون تفشيه بين الأردنيين مجسداً على ارض الواقع مقولة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) "الانسان اغلى ما نملك".
فالإرادة الملكية السامية الصادرة بتاريخ 17 اذار 2020 بالموافقة على تطبيق قانون الدفاع واسناد مهمة تولي زمام الأمور الى القوات المسلحة الباسلة، كانت عبارة عن نظرة ثاقبة ورؤيا شاملة واستشراف للمستقبل للحيلولة دون انتشار الوباء بين شرائح المجتمع، وذلك على الرغم من شح الموارد وهشاشة الاقتصاد الوطني، الا انه الرؤية الملكية قد كانت بوضع المواطن الأردني في قمة الأولويات.
فغدت المملكة كخلية نحل تكاتفت فيها جهود الدولة والمواطن بانموذج حضاري فريد يحتذى به لم يشهد تطبيقه على مستوى دول العالم، فواصل الجند الليل بالنهار لينعم المواطن الأردني بالأمن الصحي الذي لم يحظى به مواطني الدول الأخرى التي لديها إمكانيات تسمو على امكانياتنا الوطنية.
تشير اخر الاحصائيات لغاية تاريخه الى ان وباء كورونا المستجد قد أصاب حوالي مليون شخص وتوفي به ما يزيد عن 50 ألف شخص على مستوى العالم، فيما تمكنت المملكة الأردنية الهاشمية بتوجيهات جلالة الملك المعظم ومتابعته وبمشاركة ولي عهده الأمين الحسين بن عبدالله من جني ثمار الجهود المبذولة في حصر حالات الإصابة لتسجل فقط 310 إصابة و5 وفيات.
البعض أدرك في هذه المرحلة فقط رؤية القيادة الهاشمية الفذة بالاهتمام الملحوظ في القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، فمنذ مراحل التأسيس، حظيت هذه المؤسسات برعاية الهاشميين وخدموا ضمن صفوف القوات المسلحة وتعايشوا مع مرتباتها، فمؤسسي القوات المسلحة الباسلة – وأذكر منهم في هذه المناسبة والدي المرحوم الفريق الركن المظلي محمد سلامة الحويان رئيس أركان القوات البرية الملكية الأسبق - قصوا أروع واجمل الرويات عن التعايش مع الهاشميين ضمن صفوف الخدمة العسكرية، فها نحن اليوم نجني ثمار الاستثمار الاستراتيجي في القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، فقد سطروا في هذه المرحلة على وجه التحديد أسمى ايات الشرف والكرامة بالذود عن مقدرات الوطن وحماية أمنه الصحي والسلمي والاجتماعي وتأمين سلال الامداد بأشكالها المختلفة.
فنشامى قواتنا المسلحة يعشقون ارض الوطن، فقد سطروا مثالاً يحتذى به لجيوش العالم، فيد تحمل السلاح ويد تغيث الملهوف، واصبع يد على الزناد واصبع يد يقطف الورد، هم جندنا المجهولين في الميدان الذين لا يعرفون الكلل أو الملل، جند نذر نفسه ليحمي الأردن بأهداب عينه.
فلنمضي يا سيدي بقيادتكم الحكيمة، فالدولة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمدنية وشعبكم المتكافل على وعي تام وثقة مطلقة برؤاكم وتطلعاتكم للعبور الامن من هذه الازمة بعون الله تعالى.