بقلم: د. محمد كامل القرعان
"يا فرحة ما تمت " كنّا نأمل سائلين الله سبحانه وتعالى أن يستمرّ انخفاض عدد الإصابات بين المواطنين ، لنصل خلال الأيّام المقبلة إلى عدم تسجيل أيّ إصابة واحدة ، ولكن ارتفاع الرقم صدم الاردنيين بانعكاس التوقع وذلك نتيجة شي يسير بايدي الجميع لو تم ممارسته ( الالتزام بالتعليمات) تجنب الاختلاط –التزام البيت - الاخذ بالاسباب جميعها لكان الامر غير .
لن نكون مسرورين وسعيدين ان نجد أنفسنا واولادنا واعزاء علينا أمام حالة مشابهة للدول التي تدفع الان ارواح من شباب واطفال وشيوخ وذلك لتلاعبها بجدية الحالة وعدم التقيّد المطلوب لمواجهة كهذا اوضاع خطيرة فهو الجائحة التي لم يشهده التاريخ الانساني لغاية اللحظة ؛ فهناك دول عظمى تتوقع ملايين الموتى بسبب الاصابة بالمرض.
وليكون بعلم الاردنيين ان الاردن ليس لديه تلك الامكانات والقدرات والطاقات التي نراهن عليها وتتمتع بها دولة كالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمانيا وايطاليا وأسبانيا والصين ، لمواجهة هذه الوباء القاتل، غير الاعتزاز بقيادتنا الهاشمية وفي مواردنا البشرية وثقافة شعبنا ورجولة الاردنيين وشهامتهم والايمان بالنهضة وتذليل الصعاب ؛ فالقرار الان بيدكم قبل فوات الاوان -لا سمح الله تعالى- للخروج من الازمة ؛ لكن يجب ان نفكر جديا لو ما دخلنا في هذه المرحلة ماذا سيحل بالبلد والاهل والاولاد والابناء؟ ونحن الذين نختلف عن الاخرين في ترابطنا ومحبتنا وعشرتنا لبعضنا البعض ؛ يجب ان نواجه هذا الوباء بقرارنا النهائي وهو (الالتزام الالتزام الالتزام)، واضعين مصلحة الاردن وسلامته الاهل والاحبة والعشيرة فوق كلّ اعتبار.
فارتفاع اجمالي عدد الاصابات بين الاردنيين في وباء كورونا في كل يوم مؤشر خطير، يعزا بالدرجة الاولى الى انعدام المسؤوليّة والالتزام الكامل بجميع الاجراءات والتوجيهات الرسمية لدى من يعتقدون بانهم على الخط الصحيح.
ويأتي اليوم ويصبح المواطن وفي مثل هذه الاوقات الحرجة تحديدا سيد الموقف وبيده العصي السحرية لتغير المنحى للصفر، كما وتتوقف نجاح كلّ التحذيرات والتعليمات التي وجّهتها السلطات المختصّة وتقوم عليها البلد ( وعلى راسهم جلالة الملك عبد الله الثاني والجيش والحكومة والشعب) على مدى جدية المواطن بادراكه وتعاونه ، بغية تحقيق المبتغى لسلامة الجميع.
وقد حذرت جميع الاجهزة المختصة أنّ انخفاض أعداد المصابين بـ(الكورونا) لا يعني حتما انتهاء الخطر وزاول الغمة، ولا انتهاء انتشار الفايروس، وحتى لا نقع نتيجة التهاون وفي شراك الاهمال ضحية للفايروس كحال دول اخرى ارخت اجراءاتها وتهاون شعبها فوقعت في المحظور والان فاقت اعداد الاصابات بها طاقة القطاع الصحي بكامله بحيث اصبحت الجثث تترامى بكل مكان لا قدر الله تعالى.
يبدأ انحسار المرض ويرتبط بشكل كبير بالادراك بضرورة الالتزام بعم الخروج من البيت والاخذ بالتعليمات كاملة دون اسقاط ، وحسر المرض ايضا بمدى عزم الاردنيين وارادتهم بتجاوز هذه المحنة باقل الخسائر.
نعم هناك خطرا كبيرا يتهدد الجميع والاولى ان نقف جميعا مع انفسنا ومع الاخرين لمنع اي اصابة جديدة وايقاف اي شخص يهدد حياتنا.