أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العموش يكتب: مثلث الأزمة

مدار الساعة,مقالات,كورونا,الحسين بن طلال,وسائل التواصل الاجتماعي,مكافحة الفساد
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: د. سامي علي العموش

الدولة الأردنية هي قويه بحكم عملها المؤسسي، إلا أنها في فترة من الفترات أصبح يتبادر إلى أذهان البعض بأن هناك ضعفاً في إدارات الدولة؛ بحكم ظروف حلت بالبلاد، كان لها حيز كبير عندما وصل إلى بعض إدارات الدولة أشخاص لم يكونوا بمستوى المسؤولية في مواقع كثيره، وكان لهم بصمات سيئة في كثير من الميادين، وتشكلت حولهم شبهات فساد طالت بعضهم والبعض الآخر لازالت تحوم حوله مثل هذه القضايا، وهم تحت المساءلة في دوائر كثيره، إلا أن الأحداث الأخيرة والإجراءات القوية وإدارة الأزمة بطريقة يشيد فيها البعيد قبل القريب، وحتى من يكن للدولة الأردنية العداء لا يستطيع أن يتكلم ويضيف شيئاً سلبياً.

لهذه الأزمة إفرازات رائعة في فن إدارتها والتعامل مع الحدث، وقد يسأل سائل هل هذا يعود إلى الحكومة؟ أم إلى إدارة الأزمات مجتمعة؟ التي يشارك بها أعداد كبيرة ومن مختلف الاتجاهات، بحيث لا يصدر قراراً فردياً؛ إنما تكون القرارات للميدان وحسب تطور الحال ووفقاً لمعطيات تتطلبها المرحلة، مما أعطى للقرارات قوة وهيبة لمكونات الدولة بفرض القانون بطريقة سلسة وانفتاح من قبل المؤسسة الإعلامية قل نظيره في المراحل السابقة، ويشيد فيه العدو قبل الصديق، ولنعترف بأن هذه الأزمة أفرزت قيادات يشار إليها بالبنان، ولست هنا لأمجد شخصاً ما ولكن أبناء هذا الوطن قادرين على تشخيص مجموعة ينظر إليهم بأنهم رواد وصناع قرار ولديهم الحكمة والروية في التعامل مع الأحداث تباعاً، وهنا أسجل بأن ما نراه وكأنك في دولة متقدمة جداً تخضع قراراتها إلى مؤسسات عديدة بحيث يكون القرار جماعياً بعيداً عن الفردية يراعي المصالح والظروف يرتفع وينخفض بقوته تبعاً للاستجابة المتوقعة من الشارع، وهذا مؤشر كبير على الوعي لدى الشارع الأردني وصانع القرار والمرونة والاستجابة بناءاً على التغذية الراجعة التي نلمسها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والإعلام المسموع والمواقع، كل هذا يجعل صاحب القرار يؤمن بتشاركية القرار وعليه فقد أعادت لنا هيبة الدولة ورجالاتها في مراحل سابقة الذين افتقدناهم في مرحلة ما وأيقنا بأن لا زالت البلاد ولادة تقدم من هم أهل لهذه المرحلة، وهذا النجاح والتقدم نحسد عليه في كثير من الأماكن الداخلية والخارجية ممن لا يريدون لهذا البلد وقيادته الخير والفلاح، ولكن الأهم والأكثر أهمية كيف لنا أن نحافظ على هذا الزخم وهذه القوة وتوجيهها خدمة للأردن في مفاصل كثيرة كمكافحة الفساد بكافة أشكاله ووجوهه، وإبراز الدور الوطني لمن يؤدي الرسالة لأن هناك الكثير من الوجوه التي أشبعتنا في مواقع كثيرة في الحديث عن الوطن والتضحية وهم من تبوأوا مواقع القرار وأكلوا من خير هذا الوطن وكونوا ما كونوا من ثروات، إلا أننا لم نسمع منهم صوتاً واحداً داعماً لهذه المرحلة التي هي أحوج ما تكون لهم، ولا نراهم يغردون إلا عندما يكون هناك تشكيل حكومي فيظهرون على الأرض بعد اختفاء طويل، فيبدون الحب والوفاء للوطن وقيادته ولكن أقول لهم أين أنتم من الوطن وقيادته؟ فأنتم الأولى بما قدم لكم أن تكونوا إلى جانبه بكل الأشكال.

أما الاتجاه الثالث فهذه الأزمة وهذا التحدي الكبير سيفرز فرصاً بعد انتهاء أزمة الكورونا بعون الله تعالى فستخلق فرصاً عديدة واتجاهات ليست منظورة إلى الكل، فواقع الحال وما هو قادم سيفرز فرصاً كثيرة وعديدة في الشكل والمضمون؛ تأكيداً للدور المؤسسي الذي تقوم به البلاد قيادة وشعباً، فهذه الدولة حباها الله بقيادة فذه قادره على التعامل مع المعطيات، وهنا أفاخر الدنيا بهذا الشعب الأبي، الذي كلما اشتدت التحديات تماسك أكثر وتوحد متناسياً كل الإشكالات والاختلافات، فنحن الأردنيون على قلب رجل واحد عندما يكون التهديد خارجياً يزداد الولاء والانتماء؛ لأننا نؤمن بأننا نركب قارباً واحد ولا خيار لنا إلا النجاة والعالم ينظر إلينا بالعين الكبيرة، بالرغم من قلة الإمكانيات المادية إلا أننا والحمدلله نضرب المثل في كل يوم بهذه المؤسسات العميقة والمتجذرة، فهذا الجيش والمؤسسة الأمنية والمؤسسات الداعمة بكل أشكالها تقدم الدرس تلو الدرس بأن الأردن أغلى ما نملك ونفتديه بالمهج والأرواح ويعملون من أجل راحة أبناء الوطن في ظل ظروف قد تكون استثنائية، من هنا ينظر العالم إلى هذا البلد نظره مختلفة عن دول كثيرة محيطة بنا لها من الإمكانيات المادية ما يفوق قدرتنا بكثير، لأن تجارة الأردن كما أكدها المغفور له طيب الله ثراه الحسين بن طلال (الإنسان أغلى ما نملك).

مدار الساعة ـ