أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بسنت زيدان تكتب: المصابة رقم 31

مدار الساعة,مقالات,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بسنت زيدان

التهاب رئوي ضيق في التنفس ارتفاع شديد بدرجة الحرارة نقص مناعة أعراض مزامنة للانفلونزا العادية ولكنها بملامح حادة

بدأت جائحة كوفيد-19وسرعان ما ظهرت وانتشرت في منتصف ديسمبر الماضي بدولة الصين وتأثرت المنطقة وما حولها بعدد من الحالات والاصابات التي بدأت بالتزايد دون سيطرة

مما شكّل على الدولة سرعة الاستجابة والتعامل مع الأزمة بشكل حذر وأخذ الاجراءات اللازمة حتى أعلنت بالشهر الحالي النجاح على كورونا 2020

بينما عانت دول أخرى في بداية الأزمة ولكنها لم تحسن التصرف حتى وصلت إلى حالات متزايدة وإعلان عدم السيطرة , بدءً من العظمى منها والكبيرة وحتى الدول الأخرى

بين الكورونا المستجد الذي أدى إلى تفاقم الوضع والآفة في العالم مازال هناك أشخاص تتعامل مع الفيروس على أنهُ لعبة يُستهان بها

المصابة رقم 31 تدور أحداث القصة في شهر شباط الماضي وتحديداً في دولة كوريا الجنوبية التي أصبحت الآن ثاني أكبر دولة يتفشى بها المرض بعد الصين بسبب قلة الوعي والإدراك التي عانى منها البعض

بدأ الأمر في مقاطعة دايجو جنوب شرق البلاد حيث تعرضت سيدة لحادث سير وعلى أثره تم نقلها إلى مستشفى للعلاج و الفحص وهناك تم الكشف معها أنها مصابة بأعراض الكورونا وكان المفترض عليها أن تبقى في الحجر الصحي لضمان سلامتها وسلامة الآخرين

لكن ما حدث هو أن السيدة قامت بالخروج من المستشفى وعدم قبولها للفحص والحجر وبعدها قامت بالتنقل بين أفراد مدينتها وذهابها إلى الشعائر الدينية في ليلتي 9 و 16 من شباط ضمن وجود أكثر من 1000 شخص هناك عدا عن تجولها في المدينة والذهاب للمطاعم وأماكن التجمع الكبيرة

حتى أنها تضاعفت لديها الأعراض مما أجبرها على العودة إلى المستشفى بعدما تأكدت بأنها مصابة بالكامل بالكورونا

وتم تسجيلها المصابة رقم 31 في البلاد بعدما ما كانت كوريا تشهد في بدايتها 30 حالة فقط وهم تحت الرعاية والحجر وما حدث هنا أن الظاهرة تفشت حتى تحول الرقم البسيط إلى عدد من الاصابات والحالات في المدينة دون سابق إنذار

تعاملت كوريا بسبب السيدة في اختبار فحص لأكثر من 10000 شخص خلال فترة زمنية قصيرة عدا عن الحالات والأعراض التاي عانى منها البعض والاشتباه بهم

بمجتمعٍ تبلغ نسبة السكان به حوالي 6 ملايين شخص لم تدرك السيدة 31 أنها قد تؤدي بسببها خسارة الكثير من الأشخاص وإلحاق الضرر بغيرها في تعاملها مع أزمة الكورونا بشكل متهاون وغير صحي

العالم اليوم يعيش حالة من التأهب والحذر كي لا نخسر أرواحاً جديدة بسبب فايروس صغير لا يُرى بالعين المجردة ولا يتحمل الخطأ

المشهد الذي نعيشه الآن يُذكرني بعدد من القصص الأسطورية التي كنا نسمعها قديماً ونردد إنها مجرد خيال لا أكثر

الحكومات بأكملها تتعامل مع الأزمة بشكل جدّي وحذر لكن للأسف مازلنا نشاهد البعض يتصرف بدون إدراك بالرغم من خطورة الموقف وضرره

لا نقول أن أزمة الكورونا هي نهاية العالم ولكن هي البداية لنرى أن الواجب الوطني في هذه الحالة وإلتزامنا في منازلنا لا يحتاج تهاون أكثر من ذلك فنحن نحتاج لأن نقف معاً لضمان سلامة أجيالاً قادمة وتعزيز ثقافة الشعوب الجديدة

حملات توعوية تم إطلاقها و نشرات اخبارية يومية نتابعها بدون كلل لنراقب المشهد عن بُعد وندعوا الله أن يحمي أوطاننا كافةً وأهالينا في كل الأماكن

لُعبَة التواصل الاجتماعي هي مدخل جديد تعامل معه البعض في إرباك الآخرين من خلال إثارة ونشر الأخبار المفبركة والإشاعات بالرغم من جميع القوانين الصارمة والضغوطات التي نمر بها

صور ورسائل و فيديوهات تصل إلينا يومياً فيما نسميه القرية الكونية الصغيرة بحسبما قال ماكلواهان لتخبرنا فقط كم نحن بحاجة إلى تحسين وتغيير في عملية تعاملنا مع الخبر وتناقله

لا أختلف بأن حاجتنا في هذه الفترة للمزيد إلى الأخبار ومعرفة الحقيقة زادت ولكن برأي أن نكتفي بمنصة واحدة في كل دولة يعتمد بها الجمهور لمتابعة الأخبار وهذا يكلف الجهات والوسائل الأخرى بالنقل عن الجهة المعنية في نشر الأخبار والمعلومات وحتى الحالات بكل تفاصيلها وبدقة شديدة ولا مكان هناك للإنكار أو النفي

تذكرت للتو كلمة جدتي رحمها الله آآآآخ منه هالاختراع يلي بعدكم عن بعض وابتسمت حينها وقلت لنفسي نعم الآن هو الوقت المناسب لنستمع إلى بعض مجدداً ونقوم بجميع المهام والأعمال وسط أجواء عائلية شعرنا بقيمتها اليوم

حمى الله الأوطان جميعها ولعلها تصبح ذكرى يوماً ما

مدار الساعة ـ