خوله كامل الكردي
مر على العالم حروبا كثيرة، اختلفت مبرراتها وتنوعت أساليب اختلاقها وشخوص مفتعليها، وعلى مدى عقود طويلة كان السبب الابرز في اشتعالها السيطرة على موارد الدول والتحكم بمستقبل الشعوب، عبر وضع اليد على مقتدراتها والتلاعب بسيادتها، ورهن المجتمعات البشرية لنزوات قادة متعطشين لنهب ثروات البشر وضرب بعرض الحائط أي قيمة أو مبدأ إنساني.
لازالت البشرية تعيش في حالة من عدم الاستقرار، إلا اللهم استقرار نسبي تبعا لامزجة المنتفعين واللاهثين صوب الثروة والسلطة والنفوذ، فالحرب العالمية الأولى والثانية، هل بحث عن أسبابها الحقيقة؟ واغتصاب فلسطين والتحكم بمصير شعب وأرض، ألم تكن غايته الخفية استنزاف موارد الدول العربية تمهيداً للسيطرة عليها؟
لقد عانت شعوب عديدة من إحتلال وحروب وتشريد وعنصرية، قذفت بهم إلى المجهول وعاشوا حياة ملؤها الفقر والجوع وانتشار الجريمة. ولنا في إفريقيا لعبرة، إفريقيا ليست محتلة في الظاهر، لكنها في الباطن يتحكم في ميزانية أربعة عشر دولة منها دول أوروبية، انسحبت أمام العالم من الأراضي الإفريقية زعما اهداءها استقلالها! جشعها في سلب مقتدرات وثروات الشعوب الأفريقية لم تتزحزح.
إن شهوة السيطرة وحب المال لم تتخلص منه أجيالا من البشر، وفي القرن الحديث لا زلنا نعيش حالة من الإنكار لما نرى ونسمع، القلاقل والنزاعات التي تختلق لأجل التحكم على منابع الطاقة والمياه في العالم، وباتت الإنسانية في مهب الريح، وتسابقت الدول العظمى على التسليح بمختلف مسمياته وأنواعه، وصار الهاجس الأوحد كيف يمكن جلب أموالاً لإنعاش ميزانيتها.
لطالما عكف العديد من المفكرين والباحثين لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحروب التي اندلعت في مناطق مختلفة من العالم، وحاولوا وضع أسبابا كان الاقتصاد هو المبرر الأساسي لاحتلال الدول والسيطرة عليها، والتي تكون في معظمها الاكثر تعددية والأقل إستقرار سياسي وأمني، لتصبح لقمة سائغة في فم الدول الأقوى جيوشا واقتصادا، فتلعب على نغمة الطائفية أو العرقية أو ابسطها ذريعة الإرهاب، فالحجج جاهزة أمام المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية الإنسانية.
لكن العالم ليس طفلاً صغيراً، لتمرر تلك الحجج عليه من قبل حكومات دول لا تلق بالا للحقوق الإنسانية، فالمهم المصلحة والمنفعة المستقاه من وراء ذلك...لكن هل اكتفت الدول التي تتبجح برعايتها للحق والمساواة في العالم، بل تعدت في أحيان كثيرة إلى اختلاق حروب بيولوجية، لتنفيذ ماربها وتطبيق أجندة قد أعدت مسبقاً.