مدار الساعة - كتب الزميل الصحفي عماد الحمود، رئيس تحرير صحيفة الغد الأسبق:
أمر الدفاع قاس. وتسبب بتهافت المواطنين على شراء الحاجيات و بالأساس الخبز، وبكميات كبيرة جدا، فما بنيناه في الأيام الماضية نكاد نسحقه في ازدحام الأسواق واختناق المرور، مما قد يزيد اعداد من قد يتعرضون للاصابة.
ما شاهدناه من إرباك واكتظاظ شديد ومخالطة، يحذر منها الخبراء، قد يؤخر مدة الاسبوعين المطلوبين لتجاوز الفترة الحرجة جداً، لانتشار الفيروس اللعين.
مؤسف ومؤلم ما وقع مساء الجمعة. اثار الغضب ذلك التدافع على الشراء الذي يمكن و صفه بالجشع، كذلك استفز كل الحريصين، اعداد مخالفي حظر التجول، والاصرار على الخروج والرقص في الطرقات.
بعد مشاهدة عدة فيديوهات أدعو الى الاقتداء بما فعلته الدول وفرض غرامة مالية كبيرة (500 دينار مثلاً) لمن يخالف وكأنها مخالفة سير. افادني صديق بأن شقيقه المقيم في إيطاليا ابلغه بأن غرامة الخروج من البيت دون تصريح في حدود 250 يورو تدفع فورا. وفي فرنسا ارسل لي طالب يدرس هناك بأن الغرامة نفسها تبلغ 135 يورو.
ربما كان يفضل، أن يبدأ الحظر مرحليا، بمنع سير المركبات نهائيا (لا عجلات على الطرق) فسيضطر الموطن الى السير منفردا على قدميه لشراء ما يريد، فمثل هذا الإجراء يباعد بين المشترين و يبطء التوافد ويقلل من الطوابير و يخفض من كميات الشراء، و خصوصا من المخابز.
ماذا يمكننا ان نفعل الثلاثاء؟!
لن نخترع العجلة اذا قلنا إن الصين ابتكرت نظام توزيع بين الأحياء وأبقت السكان ملازمين لبيوتهم ووزعت عليهم الاحتياجات الأساسية. وهنا يمكن اللجوء إلى المولات الضخمة وهي موجودة في معظم المحافظات، وكذلك الاستعانة بالبريد الاردني وشركات النقل اللوجستي والنقل باستخدام التطبيقات، مقابل أجور رمزية حيت يحدد المطلوب على نموذج أمر شراء يرسل إلكترونيا عبر اي من الوسائط، ويؤمن خلال 3 إلى 4 ساعات ويقتصر على الاساسيات (خبز ماء ارز بندورة بطاطا بصل غاز و كاز)، أما الأدوية فمعظم المواطنين احتاطوا ومن يحتاج يمكنه الاتصال بصيدليته وارسال صورة علبة الدواء للتأكد منها وإرسالها بنفس الطريقة. و لا يصير الاستعانة بمتطوعين لإنجاز الخطط، لأنها كبيرة جدا. قد يقول أحدهم، اننا لا نملك ترف الوقت،صحيح، لكننا نستطيع بناء سيستم كما فعلنا بالحجر الصحي و قد نجحنا. الحمد لله اننا لدينا الإرادة و الإدارة والتحدي لمثل هذه المهمة.
الخروج من المنازل مرة اخرى سيكون وقعه خطيرا وضرره فادحا. أرى أنه لابد من استمرار الحظر الشامل ومنح حركة المواطنين ومركباتهم، ولتسريع الانجاز يجب إطلاق خطة عمل تقوم على توزيع فرق ومناطق لتنجز توصيل الاحتياجات بكفاءة من أجل تقليل الاحتكاك و الطوابير لأن شروطها الصحية يصعب توفيرها.
قرار الحظر المتشدد والشامل يبقى ضرورياً لكبح التهاون والاسترخاء والجهل احيانا، في إدراك وتفهم قوة وسرعة وخطر تفشي جائحة كورونا.