دول عظمى ووطن عظيم

بقلم: حسان عمر ملكاوي

عندما تصنف منظمة الصحة العالمية مرض الكورونا بالجائحه ( Pandemic ) وهو أعلى التصنيفات لاي وباء، فان إعلان الدول اجراءات مشددة واعلان استنفار كافة الاجهزة ليس من باب التصرف العشوائي او تضخيم الحالة او رغبة من الدول بتضيق الحرية الشخصية بالتنقل والاجتماع وممارسة طقوس الحياة بل ان هذا الاعلان هو دليل على جاهزية الدول وتسخير كافة الاجهزة لمواجهة الازمة ودليل نجاح ووجود نظام تتبع لما يحصل، وخوفا وحرصا على الإنسان لأنه لا يقدر بالأثمان، وتجاوبنا مع الإجراءات يساعد الأوطان في تجاوز المحن في أسرع زمن، ومن هنا يتضح الفرق بين دول عظمى وبين وطن عظيم وشتان بين الإثنين، فالأول قوة مادية وعسكرية تصنعه والثاني تصنعه إمكانيات بشرية وانتماء شعب وعظمة الأفعال وكبر التضحيات وتعاضد الافراد ومهنية الاجهزة وحكمة القيادة.

وعندما تتسابق الغالبية العظمى من المجتمع للتبرع ماليا او بدنيا وبكل المجالات تعرف ما هو الانتماء وما هو التلاحم.

ولكن طبيعي جدا نتيجة تنوع البشر ووجود الخير والشر في كل المجتمعات فانك قد تجد قلة قليلة تحاول ان تكون تجار حرب وازمات يسعون الى مكاسب شخصية واموال فانية. ونقول لمن يستغل الاوضاع الصعبة ليرفع سعر منتج او خدمة هل ذلك هو الانتماء للوطن والأمة، هل هي تلك مشاعرك الانسانية، وهل ذلك يرضي ضميرك والاهم هل ترضي ربك بذلك تاكد ان المال زائل والحياة فانية والاخلاق والسمعة باقية، ويوم الحساب لا ينفع مال ولا جاه والله نسأل ان يكون فرجه قريبا وان يجنب الامة كل شر وباء، وان يشفي كل مريض وهو القادر والشافي والمعين.

وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية..