بقلم: الدكتور ذوقان عبيدات
في الأزمات يكثر أصحاب الحلول، فيقدمون مقترحات عديدة وتكثر تصريحات المسؤولين ليؤكدوا جاهزيتهم، وتتكاثر الندوات والبرامج الإعلامية، وتتشابك الحلول، فمنهم من يقول أعددنا الفيديوهات والمواد، ومنهم من يقول عقموا المدارس، وأرشدوا الطلبة كيف يغسلون أيديهم، ومنهم من قال الوقاية خير من العلاج عطِّلوا المدارس! هذه كلها أفكار جميلة لكنها أفكار الفزعة التربوية وليس التخطيط التربوي. إن أفضل حلٍ لأزمة ما، هي عدم السماح لمسبباتها بالظهور. ولذلك أقترح استراتيجية جديدة يمكن استخدامها كلياً أو جزئياً. هذا الاستراتيجية تسمّى: الصف المقلوب!!
في الصف التقليدي، يتعلم الطلبة في المدرسة كل ما يحتاجون ويطبقون في البيت بعض ما تعلموه بشكل واجبات مدرسية، كما يجهد المعلم في شرح الدروس في الصف، ويستريح في البيت، وكانت النتيجة تعليماً تقليدياً: معلمٌ يعمل وطالب يستمع!!
أمّا في الصف المقلوب، يعمل الطلبة في منازلهم، ويأتون لمناقشة ذلك في صفوفهم. بينما يعد المعلم مواد الطلبة وواجباتهم ويرسلها إلى الطلبة، ويدير نقاشاتهم الصفية.
ماذا لو طبقنا هذا المفهوم للتعلم: الصف المقلوب؟
سيكون لدينا متعلم نشط، ومعلم غير ملقّن ولكم أن تستنتجوا كم من التغيير يمكن أن يقوده هذا القلب؟
وكم من الفوائد التي سيحصل عليها متعلمونا! بهذا الصف المقلوب، لو طبقناه كفلسفة تدريس!! ما الذي يضرنا من كورونا أو غير كورنا؟