مدار الساعة - كتب: أ.د. احمد ملاعبة
-- بعد أن انتهى عصر الطاعون ( Plaque ).. والكوليريا.. والسارس والإيبولا وغيرها وتمت السيطرة عليها من خلال المطاعيم.. وأصبحت بعض مسبباتها من الفيروسات والجراثيم والمايكروبات.. موجودة ومحفوظة في المختبرات الطبية.
-- تعود من جديد فايروسات الأنفلونزا الاشد خطورة وفتكاً بالإنسان .. وأشدها الأنفلونزا العادية (H1N1) .. ثم انفلونزا الخنازير والطيور .. واليوم الكورونا الجديدة.
** تطبيق الحجر الصحي أمر طبي مهم واجباري يؤخذ كإجراء على مثل هذه الحالات.. ويطبق الان عالميا من قبل الدول ومنظمة الصحة العالمية.
-- ولقد حذر رسولنا الكريم من هذه الأوبئة واعطى إجراءات وقاية للحد من خطورتها وأهمها الحجر الصحي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف) رواه أحمد.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف).
روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام. فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟
-- كما كان من إعجاز السنة النبوية التنبؤ بحدوث الطواعين وذكر منها:
** "موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم"
قال صلى الله عليه وسلم: "موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم" وعقاص الغنم هو: داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة. قال أبو عبيدة: ومنه أخذ الإقعاص وهو القتل مكانه.
فلذلك الحذر الان واجب..
ولأن درء المفاسد خير من جلب المنافع .. شهداء الصحابة في الأردن بسبب طاعون عمواس بلغوا بالعشرات .. وجثامينهم ترقد بسلام في غور الأردن الشمالي .. ابو عبيدة (عامر بن الجراح) ومعاذ بن جبل وابنه سليمان وضرار ابن الازور ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم الكثير.
حتى أن ابو عبيدة القائد الأعلى لقوات المسلمين أمر الجيش بعد انتشار الطاعون بالبقاء في مكانهم .. ومنع خروج أو انتقال اي منهم .. وأمر بحجر المكان ومنع اي قادم من الدخول ارض الطاعون .. واستشهد مبطونا بالفيروس.
ومن حرصه على إتمام مشاعر الإسلام خطب وتزوج خلال الحجر .. ولما سئل عن ذلك قال أخشى أن ألقى الله عازبا.. لقد انشغل بالجهاد عن الزواج.
** الكعبة والحج والطواف
توقف الطواف بالكعبة عدة مرات على مر التاريخ أشهرها.
1883 تفشي داء الكوليرا فعطل الحج.
1979 حادثة جهيمان العتيبي توقف الطواف بالكعبة و الصلاة في الحرم لأسبوعين.
واخيرا علينا بالدعاء مع الأخذ الكامل بالأسباب والعلاج اللازم وعدم الاستهتار في التعامل بجدية كاملة.