أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بني خالد تكتب: شجاعة قائد.. أبى التاريخ ان ينساه

مدار الساعة,مقالات,الملك الحسين بن طلال,المملكة العربية السعودية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: غيداء بني خالد

في السابعة والنصف من صباح الثاني من آذار عام 1956 زفت الإذاعة الأردنية خطاب النصر والقوة للمغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بنبرات قوية وثابتة وهو يُعلم الأردنيين بالخطوة الثانية على طريق الاستقلال التي يخطوها الأردني قائدًا وشعبًا لتعريب قيادة الجيش الأردني من الهيمنة البريطانية، لتشير إلى قراره بتعريب قيادة الجيش الذي نفذه في الأول من آذار عام 1956.

الموقف البريطاني كان متخبطا بسبب القرار الأردني الذي جعل السفير البريطاني ينقل برقيات من رئيس وزراء بريطانيا أنثوني إيدن يهدد فيه الملك الحسين للتراجع عن القرار وإلا اسيتم إلحاق الضرر بالملك ومستقبل الأردن ككل، ولكن الملك الهاشمي الشاب لم يبدِ سوى ثباتاً على القرار الأردني الحكيم.

الغضب البريطاني الأكبر كان من الطريقة التي طرد بها كلوب والتي كانت بداية لنهاية النفوذ البريطاني في الأردن، وجلاء الوجود العسكري البريطاني عن الأردن نهائيا، لتكتب الصحافة البريطانية في جريدة (إيفتنج ستاندرد) : " إن طرد كلوب جاء ذروة من الخزي والذل للسياسة البريطانية في الشرق الأوسط".

إيمان الملك الحسين بأن الجيش هو أساس الدولة وجوهر قوتها بث روح القوة والفرح في العالم العربي بتولي قيادة الجيش ضابط عربي أردني، ومن أبرز ردود الفعل العربية هو ما نشرته جريدة الجمهورية المصرية يوم 4 آذار 1956 وهو مقال تحت عنوان: "سلمت يداك يا حسين" وقد كتبه محمد أنور السادات الذي أصبح رئيساً لمصر بعد وفاة جمال عبد الناصر، وقال فيه: "لقد خفقت قلوب العرب جميعاً لقرارك بالأمس يا حسين الذي بعث القوة في وطن العرب من مشرقه إلى مغربه فليس سراً أن كل عربي كان يتأذى من هذا الوضع الذي يجعل قيادة جيش عربي في يد غير عربي في الوقت الذي نؤمن فيه جميعاً نحن العرب بإخلاص هذا الجيش وثقافته في عروبته ..."

وبعد أن قام الأردن بإنهاء الاتفاقية البريطانية الأردنية، وقع الأردن اتفاقيات التعاون العسكري المشترك مع الدول العربية من (مصر وسوريا والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية) والتي تم بموجبها تقديم معونة سنوية مقدارها ٣٦ مليون دولار بدلًا من المعونة البريطانية، وبذلك يعلن الأردني استكمال القرار السيادي العسكري الأردني.

وتوالت بعد هذا القرار ردود الأفعال الأردنية التي رحبت بموقف الهاشمي الشاب الذي لم يمر على توليه سلطاته الدستورية سوى ثلاث سنوات، استهله بالحكمة لتنتصر الكرامة العربية والأردنية وينشد الشعب الأهازيج والأغاني الوطنية الهاتفة لحياة وموقف قائدها.

ففي ١ آذار من كل عام نقف كأردنيين شامخين وترتفع جباهنا عاليًا محتفلين بموقف المليك الهاشمي الأردني الحكيم الذي استكمل استقلال الأردني بموقف حكيم رصين، رحم الله الحسين البطل الهاشمي الفذ وأسكنه فسيح جناته.

مدار الساعة ـ